كشف لقاء المثقفين مساء أمس الأول مع وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان عن توجه وزارة الثقافة في المرحلة المقبلة إلى تفعيل الجمعيات الثقافية المتخصصة في كل فن، إذ ستعزز وزارة الثقافة دور النخب من خلال إدارة المثقفين لفعالياتهم بأنفسهم لتكون الوزارة مظلة ومرجعية، فيما يفعّل النخب دورهم عبر جمعيات النفع العام تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية. ويتيح نظام جمعيات النفع العام للشعراء والمسرحيين والسرديين تأسيس جمعياتهم وفق نظام مؤسسات المجتمع المدني ومنح العضوية للممارسين والفاعلين في النوع الأدبي، واختيار مجلس إدارة كل جمعية بالانتخابات، وممارسة أنشطتها على منصات ومسارح الأندية الأدبية التي ستتحول إلى بيوت للثقافة. وثمن مثقفون تخصيص وزير الثقافة وقتاً كافياً للاستماع لهم، والتفاعل مع وجهات نظرهم، وتقبل ما خامرهم منذ إعلان الرؤية من قلق على الثقافة الصلبة، وتوفير كوادر تجمع بين الكفاءة والخبرة، وأوضح الأمير بدر أن مطالب المثقفين مشروعة، ومساحة الحرية للتعبير عن الرأي مكفولة، ورداً على تحفظ الكاتب عبده خال على حفظ مطالب المثقفين وتطلعاتهم في سنوات مضت في الأدراج، قال الأمير بدر «أنا ما عندي أي درج وإنما تفعيل لمطالب المثقفين وتطلعاتهم». ووضع وزير الثقافة الحضور من مثقفي ومثقفات الوطن أمام مسؤولياتهم بصفتهم شركاء للوزارة في المشاريع والأفكار وتنفيذها على أرض الواقع، مؤكداً أن الوزارة تعتمد على عناصر ثقافية وكوادر تجمع بين التخصص وبين الخبرة، وعبّر عن ترحيبه بفكرة إدراج نتاج المثقفات في المناهج والمقررات، ووعد بطرح الموضوع للنقاش مع وزير التعليم. وأطلع وزير الثقافة ضيوف الوزارة على عدد من توجهات الوزارة نحو التعامل مع الثقافة بمفهوم أشمل، ومن خلال كل ما له علاقة بحياة ونشاط الإنسان، مؤكداً أن إعلان الإستراتيجية لا يعني أنها جاهزة للتطبيق، وإنما هي الخطوط العريضة التي يتم العمل للوصول إليها بالمثقفين المتخصصين والفاعلين في كل شأن من شؤون الثقافة، ورحّب الوزير باقتراح الفنان يوسف الجراح تأسيس قطاع إنتاج لتوثيق الأعمال الثقافية والفنية وتسويقها. وطمأن الأمير بدر قرابة 40 مثقفا ومثقفة على أن مستقبل الثقافة السعودية يبشّر بالخير، في ظل الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً أن المثقف محل تقدير الوزارة، وكل ما يطرحه من أفكار موضوعية محل القبول والاعتبار، مشيراً إلى أن الأطياف الثقافية في المملكة بكافة مكوناتها رافد من روافد رؤية المملكة، ووعد أن يشهد الجميع ما يبهج مطلع 2020، مضيفاً بأن الالتقاء بمثقفي الوطن واستماع وجهات النظر وتداول الأفكار يعزز دور الوزارة لخدمة ثقافة المملكة ومثقفيها. فيما عبّر عدد من المثقفين عن امتنانهم لدعوة وزير الثقافة وثمنوا له رحابة صدره، وشكروه على ردوده الواعية وحميميته التي تنم عن سمو الثقافة في بلادنا بسمو أميرها.