لا ينسى سائق حافلة طالبات الثانوية في ضباء محمد سالم الموقف المرعب الذي عاشه حين هبطت إطارات المركبة التي ينقل بها الطالبات وسط الطريق في حي المقيطع فجأة، واخترقت الطبقة الترابية الهشة، ليتعثر «الباص» ويميل ويتوقف عن الحركة، ما أثار الخوف والهلع بين الطالبات، واضطر السائق لإخراجهن من الحافلة ليكملن الرحلة سيرا على الأقدام. وأرجع سالم تعثر «الباص» إلى سوء تنفيذ أساسات الصرف الصحي فغاصت إطاراته، لافتا إلى أن المقاول الذي استعان به فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في ضباء لم ينفذ المشروع وفق المواصفات والمعايير المطلوبة في المقيطع. وقال سالم: «للأسف المقاول المنفذ للصرف الصحي في الحي أنشأ أساسات المشروع في غالبية الشوارع بعشوائية ولم يراعِ المعايير المطلوبة، وترك مواقع العمل لمدة تزيد على أسبوعين ترابية هشة بلا سفلتة، ما تسبب في هبوط الأرض تحت عجلات الحافلة»، مشيرا إلى أنه عاش موقفا صعبا حين شاهد حالة الخوف بين الطالبات. وذكر محمد عبدالله ولي أمر إحدى الطالبات أن قائد الحافلة كان يتحرك في المسار الصحيح كالمعتاد، إلا أنه فوجئ بهبوط في منطقة الحفر بسبب تجمع مياه الأمطار، لافتا إلى أن المقاول طمر المكان بالتراب وتركه دون حواجز خرسانية. وأوضح عبدالله أنه حين هطلت الأمطار كشفت حقيقة التربة التي لم تصمد أمام وزن الحافلة، فغاصت الإطارات في الطريق، نتيجة إهمال المقاول الذي تركها بلا سفلتة لأكثر من أسبوعين، «ولولا فطنة السائق الذي لم يجازف في التحرك بالحافلة ولم يتعد خطوط المغامرة لانقلبت المركبة وبناتنا داخلها». وأشاد سعيد عيد بحسن تصرف قائد الحافلة الذي ألزم الطالبات بالخروج قبل أن تنقلب المركبة، مشددا على ضرورة معاقبة المقاول، الذي كاد بإهماله أن يلحق أضرارا كبيرة بالطالبات، مشيرا إلى أنه ارتكب كثيرا من التجاوزات، منها تركه مواقع العمل دون أن ينشئ مصدات خرسانية، تمنع وصول المركبات إليها. وأفاد بأن الأمطار التي هطلت على ضباء أخيرا زادت الطين بلة، وتسربت إلى مواقع الإنشاء لمسارات الصرف الصحي، وأدت إلى هبوطات، مشيرا إلى أن المقاول لم يجد الرقابة على عمله، فارتكب كثيرا من التجاوزات. ورأى سلطان عبدالله أنه كان من الأجدى بالمقاول ألا يزيل المصدات الخرسانية إلا بعد إتمام عملية تعبيد الشارع، مبينا أن الهبوط في الشارع يؤكد أن الشركة المنفذة لم تخضع للرقابة من الجهة المختصة في ضباء. وطالب أحمد محمد المقاول بألا يستعجل ويغلق الحفر بردمها بالتراب، دون أن يغطيها بالأسفلت، مشيرا إلى أن تصرفه غير المحسوب أحدث هبوطات في الشوارع تضررت منها السيارات، وكان آخرها حافلة الطالبات. وأثنى على تصرف السائق الذي لم يجازف حين اخترقت الإطارات الطبقات الترابية وانحرفت الحافلة، ما هدد الطالبات بالخطر، مشددا على ضرورة محاسبة المقاول الذي لم يراعِ أرواح العابرين.