وفقا لما نشرته صحيفة الرياض أمس، فإن قاتل رئيس المجلس البلدي في بريدة المرحوم إبراهيم الغصن، توجه إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة بعد أن فرغ من ارتكاب جريمته، قبل أن يُلقى القبض عليه قبيل مغادرته البلاد إلى ألمانيا حيث يقيم مهاجرا من سوريا! لا أستطيع أن أتخيل ما هو الدعاء الذي ابتهل به القاتل إلى ربه أمام الكعبة المشرفة؟! ولا أي مناجاة حملتها يداه الملطختان بدماء ضحيته وهو يرفعهما نحو السماء في بيت الله الحرام؟! ولا كيف كان شعوره وهو يقف في أطهر بقاع الأرض وقد أزهق روحا وخان عهدا وقتل غدرا؟! لوهلة خرجت من دائرة هذه الأسئلة الضيقة إلى مساحة أرحب لأتأمل العالم بتاريخه الممتد وما أُرتكب ويرتكب فيه من جرائم ومجازر على أيدي مجرمين وسياسيين وعسكريين ينتمون لعصابات وحكومات وطغاة لا تساوي روح الإنسان في قواميسهم أكثر من قيمة الآلة التي يقتل بها، فبقدر ما هي روح الإنسان غالية في قوانين البشر، بقدر ما هي رخيصة بل بلا ثمن في قوانين القتلة! لم أفهم يوما قدرة الإنسان على قتل الإنسان، ومازلت حتى اليوم في كل مرة أقرأ فيها قصة قابيل وأخيه هابيل أقف عند لحظة الندم التي أبداها قابيل لقتله أخاه، وأغوص في أعماق شعوره بالندم، لأبحث عن العبرة المفقودة من ندم أول قاتل في تاريخ البشرية فلا أجدها!