في الثالث من ديسمبر، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقابلة مع عارضة الأزياء والممثلة جوليا فوكس بعنوان «دليل جوليا فوكس إلى أن تكون غريب الأطوار»، حيث تصنف فوكس نفسها كعارضة أزياء لغيرها من الغريبات: «لا أغضب عندما يستلهم الناس مني الأفكار. أريد أن أرشد المزيد من النساء، ليشعرن بأنه إذا استطعت أنا فعل ذلك فإنهن يستطعن أن يفعلن مثلما أفعل». تخبرك فوكس أيضاً كيف تتحدث إذا كنت غريب الأطوار. تقول أشياء مثل، «سأكوّن نفسي وأعيش حقيقتي»، وتصف نفسك بأنك «منهك من محاولة التظاهر بأنك طبيعي طوال الوقت». المزيد من القواعد لكونك غريب الأطوار: يرتدي غريب الأطوار ملابس من مصممين لديهم أقل من 1000 متابع على إنستغرام، ويجتمعون في سانت ماركس بليس في مدينة نيويورك. وفي العدد الصادر في التاسع عشر من نوفمبر من مجلة نيويورك، نشرت كاتي شنايدر مقالاً عن الحركة المملة: وهي مجموعة من الناس الذين يتقبلون حقيقة مفادها بأنهم ليسوا فريدين من نوعهم، وأنهم يعيشون حياة غير مثيرة، وأنهم يستسلمون للملاحظات حول كونهم أشخاصاً مملين. ويضم نادي الرجال الممل أكثر من مليون عضو على موقع فيسبوك، وهناك أيضاً نادٍ للنساء المملات. تقول كاتي شنايدر: من المفترض أن الناس المملين موجودون منذ فترة طويلة للغاية، ولكن فقط على خلفية ثقافتنا المهووسة بالجديد والاهتمام، بدأ هؤلاء الناس أولاً في تجربة أنفسهم على أنهم غريبون، ثم قرروا بعد ذلك القيام بشيء حيال ذلك. وفجأة، أصبح هناك طريقة صحيحة لتكون مملاً. على سبيل المثال، يجب أن تطلق على نفسك لقب «ممل» وليس «غبي». تاريخياً وفلسفياً كان ميشيل فوكو مهتم جداً بعملية أسماها (التطبيع) فقد درس «التطبيع» كما حدث في السجون والمدارس ومصحات الأمراض العقلية والمستشفيات. وكان مهتماً بكل الطرق التي يتلقى بها الناس التعليمات حول كيفية أن يكونوا على طبيعتهم، ولكن بشكل خاص كيف يكونون مرضى، وكيف يكونون مجانين، وكيف يكونون طفوليين، وكيف يكونون مجرمين. وربما لو كان فوكو بيننا اليوم لانضم لقروب الفيسبوك الخاص بجماعة المملين واتبع آخر صيحات موضة غريبي الأطوار.