منذ وجد الإنسان على أرض المعمورة ومنذ هابيل وقابيل والجريمة تقع بين إنسانين قاتل ومقتول، قاتل بسط يده لقتل أخيه وأخ قال (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك)، فأيهما أحق بالعقوبة وأيهما أحق بالحماية؟!. عجبا لمن يدعون حماية حقوق الإنسان كيف يركزون على حماية الإنسان المجرم ويتهاونون في حماية حق الإنسان البريء والشواهد كثيرة والأمثلة متعددة والنتائج وخيمة وتصب جميعها في حرمان البريء من الحياة بقتله بدم بارد وربما يسبق القتل تعذيب ويعقبه تنكيل ومع ذلك تخرج قوانينهم الوضعية المجرم القاتل من الجريمة بأقل عقوبة، وكل عقوبة لا تصل حد القصاص قليلة، ولا تشجع على حياة الأبرياء (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون). كل الدول والولايات التي ألغت عقوبة الإعدام ندمت واختل فيها نظام الحياة وبعضها عاد والآخر تعيش شعوبه رعبا وتتمنى العودة، وكل ذلك أمر لا خلاف عليه ولا غرابة فيه، إنما الغريب جدا أن تتفانى هيئات وجمعيات وأفراد في الانتصار للمجرم القاتل على حساب البريء المقتول، بل ولا تخرج وتتحدث وتعترض إلا عندما يتعلق الأمر بقتل مجرم بعد محاكمة عادلة وقبلها تحذير ومناصحة، بينما يتناسون تماما من قتل غيلة ودون ذنب بتفجير مبنى حكومي أو سكن أو القفز على منزل معاهد!، ويتناسون تماما أن من قتل عدوانا وغدرا خلفه أبناء و آباء وأمهات ومحبون من حقهم أن تشفى صدورهم بالقصاص من قاتله. ويبطل العجب إذا علمت أن لتلك الهيئات والجمعيات أجندات سياسية ودينية موجهة ضد المملكة العربية السعودية، البلد الوحيد الذي يطبق شرع الله دون هوادة ولا تردد، وتلك الهيئات والجمعيات تستهدف شرع الله لا حق الإنسان فعلا وإلا فإن الأطفال والنساء والعزل في سوريا والعراق وفلسطين أحق بالحماية، بل إن راشيل كوري التي سحقتها دبابة إسرائيلية أمام عدسات المصورين كانت أحق بالنواح واللطم من مجرم قاتل حقير. الأمر الأكثر عجبا والأحرى بوقفة وطنية حازمة هي تلك التغريدات الداخلية لمعرفات معروفة بمواقفها المعادية لكل حكم شرعي والموالية لعداوات غربية معروفة الأهداف والتي بدأت تنعق بأسماء نساء ورجال، تحملنا كثيرا تمردهن وتمردهم على تطبيق أحكام شرع الله في أوقات الرخاء ويجب أن لا نتحمل المزيد في أوقات الشدة فهؤلاء يحتاجون لردع يعيدهم للصواب أو يخرجهم من أوسع باب.