فضيلة الشيخ أحمد بن إبرهيم آل هاشم مدير مركز الدعوة والإرشاد بالأحساء يقول إن أول جريمة وقعت على الأرض كانت قتل قابيل لأخيه هابيل ظلماً وعدوانا. وكان دافع ذلك الحسد والكراهية لأن هابيل كان صاحب غنم وقابيل صاحب زرع وقام الأخوان بتقريب قربان لله فاختار هابيل أطيب شاة عنده وقربها إلى الله أما قابيل فاختارحنطة رديئة من زرعه وقدمها قرباناً لله فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل فحسد قابيل هابيل على ذلك وهدده بالقتل. أما السبب الثاني لإقدام قابيل على قتل هابيل فهو زواج الأخير بشقيقه قابيل كما اقتضت بذلك الحكمة الالهية في بداية الخليقة حيث كان يولد لآدم في كل بطن ذكر وأنثى وكان يزوج البنت من غلام البطن الثاني وبالعكس. إلا أن قابيل رفض هذا وأراد أن يتزوج من أخته التي ولدت معه فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله وسفك دمه فكانت هذه أول جريمة على وجه الأرض. ويشير فضيلة الشيخ الهاشم أيضا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم كفل من دمها لأنه أول من سن القتل). (بكاء آدم) ويضيف الشيخ الهاشم أنه لما قتل قابيل أخاه بكى آدم عليه السلام فتغير كل ذي لون وطعم وقلت البشاشة في وجوه الناس ويشير الشيخ الهاشم إلى قول الله تعالى: ( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين. إني أريد أن تبوء باثمي واثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين. فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين. فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوأة أخيه قال يا ويلتي اعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوراي سوأة أخي فأصبح من النادمين) المائدة( 31). عبر وعظات أما فضيلة الشيخ خالد السعيد القاضي بمحكمة القطيف يقول أن الله عز وجل أعتبر في كتابه العزيز أن من يقتل نفساً واحدة فكأنما قتل الناس جميعا. ويقول الله عز وجل (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ...) المائدة (34). ويشير السعيد إلى العظات والعبر التي يمكن استخلاصها من قصة قتل قابيل لهابيل وهي تجنب الحسد لأنه سبب قتل الأخ لأخيه وأن يقوم الانسان بتحكيم عقله وألا يطاوع نفسه الأمارة بالسوء حتى لا يكون عاقبة ذلك الندم. وأن يأخذ الانسان في اعتباره الخسارة الكبيرة التي تلحق بالانسان حين يقتل أخاه سواء أكانت خسارة في الدنيا أو خسارة في الآخرة. ويقول الله تعالى ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها) فالمقتول يأتي يوم القيامة ويقول يا رب سل هذا فيم قتلني كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.