تصاعدت حدة الخلافات بين أجنحة ميليشيا الحوثي الانقلابية بعد مقتل رئيس ما يسمى «المجلس السياسي» صالح الصماد، ما يؤشر على قرب نهاية تحالفاتها «الهشة» وانهيارها. ويتهم الحوثيون القبائل والقيادات العسكرية التي أعلنت ولاءها لهم بعد مقتل زعيمها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ب«العمالة» والفساد والعمل لإسقاطهم. وأفصح مصدر مطلع في صنعاء ل«عكاظ»، أن الصراع بين ما يوصفون ب«المتحوثين» والجناح الإيراني الممثل بمهدي المشاط وعبدالكريم الحوثي وأبو علي الحاكم وقيادات أخرى، وصلت خلافاتها إلى مراحل التصفية والاختطافات والإهانات أمام عائلاتهم. وأكد أن رئيس ما يسمى «استخبارات الحوثي» أبو علي الحاكم اختطف خالد الجبري قائد ما يسمى ب«اللواء الثاني حماية رئاسية» وأودعه سجن الأمن السياسي بعد ضربه بالعصي وأعقاب البنادق أمام عائلته في منزله، كما اعتقل مدير دائرة التوجيه المعنوي القيادي الحوثي يحيى المهدي وخالد الحصباني ومحسن معرف. ولفت المصدر إلى أن من ضمن التهم الموجهة للجبري والقيادات الأخرى هي الوقوف وراء تقديم الإحداثيات لاجتماعات مشرفي الميليشيات في وزارة الداخلية ومقتل الصماد، وتهريب ضباط ومجندي الحرس الجمهوري إلى عدن للالتحاق بمعسكر نجل شقيق الرئيس السابق طارق صالح. وأفاد المصدر أن الميليشيات منذ مقتل الصماد وقصف اجتماع مشرفيها في معسكر النجدة (الجمعة) الماضية، ومقتل عدد من قياداتها والمسؤولين عن الجبهات أصابها الفزع والتخبط ما دفعها لشن حملة اعتقالات لعدد من الضباط والمشرفين في صفوفها. وكانت وسائل إعلامية يمنية أوضحت أن رئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط، هدد في اجتماع له مع زعماء القبائل في أحد مخابئه أمس الأول، بالتنكيل بهم إذا شعر بأية محاولة للغدر بميليشياته أو دعم للشرعية والتحالف، وقال «إنه مختلف عن سلفه السابق الصماد ولا يجيد سياسة الاستقطاب الناعم أو التغاضي عن الأخطاء التي تهدد جماعته».