استطاع طيران التحالف العربي قتل صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للميليشيات الانقلابية والمطلوب رقم 2 في قائمة المطلوبين لدى قوات التحالف، الخميس الماضي في مدينة الحديدة عندما كان في زيارة إلى هناك وتكتمت جماعة الحوثي على مصرع رئيسها مما يؤكد أن الصدمة كانت موجعة ومؤلمة لهذه الميليشيات لم تستفق منها إلا بعد 5 أيام من مصرعه عندما أعلنت يوم الاثنين خبر مصرعه وظهر زعيم الميليشيا الانقلابية عبدالملك الحوثي في خطاب منكسراً ضعيفاً، وهو ينعى القيادي البارز في جماعته ورئيس ما يسمى المجلس السياسي صالح الصماد وذكر زعيم الحوثيين، أن الصماد قتل مع ستة من مرافقيه في ثلاث غارات جوية للتحالف غارة بالحديدة يوم الخميس الماضي، وتوسل زعيم الحوثيين، في خطابه الذي عكس حجم الارتباك الذي تعيشه الميليشيا اليمنيين لمناصرته حيث تعاني الميليشيا من الهزائم الميدانية والرفض الشعبي المتصاعد ضدها. وبمقتل الصماد فقد تلقت هذه العصابة ضربة قاصمة مما قد يعجل بانهيارها في القريب العاجل. إلى ذلك ورغم أنه كان يتبع أساليب الجماعة الحوثية بالبلطجة وتهديد العالم بالإرهاب؛ فقدت الجماعة الحوثية بمقتل الصمّاد وجهاً مهماً حاول مد الجسور مع المنظمات الأممية والدول المقربة من إيران لإقناع العالم بأن الحوثيين جماعة سياسية وليست عصابة مارقة. قبل موته ببضعة أشهر هدد الصماد علانية بتهديد مسار الملاحة الدولية في البحر الأحمر، إلا أن مقارنته مع باقي زعماء الحوثيين يظهره على أنه رجل السياسة الأول في الجماعة. وقال علي البخيتي عضو مؤتمر الحوار سابقاً ل"الرياض" إن مقتل الصماد إنجاز نوعي يظهر أن مخابرات التحالف اخترقت كل المواقع الحساسة عند الجماعة حين سيضعف استهداف الرأس السياسي للحوثيين معنويات الجماعة ويشعر كل أعضائها بأنهم مستهدفون في أي لحظة. ويقول البخيتي؛ موت الصماد سيشعل أزمة انشقاقات بين مكون القبائل والمكون السلالي الذي يرأس الحركة أو ما يوصف بالهاشميين، حيث كان وجود الصماد يعزز الوحدة ويمنع انشقاق القبائل، لكن بعد رحيله من المتوقع حصول انشقاقات كبيرة. كما قالت مصادر متعددة إن ميليشيات الحوثي تعيش حالة استنفار وطوارئ بعد مقتل صالح الصماد مع قادة آخرين، وإثر اعلان مقتل الصماد نشرت ميليشيات الحوثي مسلحيها بشكل كثيف في شوارع مدينة ذمار، واستحدثت نقاطا أمنية جديدة في كثير من الأحياء والشوارع الرئيسة والفرعية. وذكرت مصادر محلية أن هذا الانتشار للمسلحين الحوثيين ليس طبيعيا فقد تم استحداث نقاط تفتيش في أماكن لم توجد فيها من قبل منذ دخول الحوثيين المحافظة. وجاء الانتشار المسلح ونصب النقاط مباشرة بعد إعلان مقتل الصماد، ما سبب قلقا وخوفا وسط أبناء ذمار وترقب من التطورات القادمة. كما شهدت صنعاء انتشارا واسعا لمسلحي الحوثي عقب إعلان مقتل الصماد. وقال الضابط بالقوات اليمنية العقيد الركن يحيى أبو حاتم، إن هلاك الصماد، جاء من خلال عملية استخباراتية شديدة الاحترافية لقوات التحالف، تمكن من خلالها اختراق صفوف الانقلابيين، واصطياد الهالك بجوار مصنع للحديد في منطقة الظاهر، حولته الميليشيا إلى بؤرة لتصنيع الأسلحة، وإعادة تجميع الصواريخ الباليستية المهربة من إيران. وأكد أبو حاتم ل"الرياض" أن الهالك الصماد كان الرجل الثاني في الميليشيا الحوثية تنظيميا، واعتمد عليه عبدالملك الحوثي في إدارة وتحشيد القبائل للجبهات ضمن ما يسمى بالجناح القبلي، وإدارة الحروب الستة في صعدة، مشيراً إلى أنه تسبب في إبادة الآلاف من أبناء الشعب اليمني بإشعاله الحروب العبثية في الداخل اليمني، إضافة إلى محاولته عزل البلاد عن محيطها العربي، بتهديد دول الجوار، والإشراف على إطلاق الصواريخ الباليسيتية صوب المملكة. Your browser does not support the video tag.