بدأت اليوم جلسات منتدى الرياض الدولي الإنساني الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وفي الجلسة الأولى أوضح مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك السفير عبدالله المعلمي أن هذا هو العمل الإنساني الذي نجتمع فيه من أجل 135 مليون إنسان يحتاجون إلى أن يظهر العالم لهم، وأن كوكبنا الذي نعيش عليه ليس إلا قرية صغير في ملكوت الله، وأن البشر جميعاً أخوة في الإنسانية، وأن من أحيا نفساً واحدة فكأنما أحيا الناس جميعاً، مبيناً تقديرات الأممالمتحدة لاحتياجات الإغاثة الإنسانية التي بلغت 22.5 مليار دولار. وأفاد المعلمي أن المملكة تبادر دوماً على مد يد العون والإسناد إلى كل بقاع الأرض حيث بلغت عدد الدول المستفيدة من العون السعودي بمخلتف أشكاله وصوره حوالى 100 دولة، حيث ارتفعت نسبة المساعدات السعودية إلى إجمالي الدخل القومي لتتجاوز 0.7% المتفق عليها دولياً، مستذكراً المبادرة الأخيرة التي أطلقتها المملكة وشقيقاتها من دول التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن التي بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار, وأن المبادرة ستؤدي إلى نقلة نوعية في مستوى العون الإنساني في اليمن، مؤكداً أن المملكة سجلها ناصع ومشرف في العمل الإنساني. عقب ذلك ألقى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكات الانسانية مع الشرق الأوسط وآسيا الوسطى رشيد خاليكوف كلمة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوترييس، عبر خلالها عن سعادته البالغة بالمشاركة في أعمال المنتدى، متناولاً مساعدة المحتاجين التي حث عليها الدين الإسلامي بواسطة التبرعات والمنح والزكاة التي تعد أحد أركان الدين الإسلامي، وتضمن إعطاء الأموال للمحتاجين، وتحقق التكافل الاجتماعي. وأشار إلى أن المملكة تعد من أهم الدول في العالم في مجال تقديم المساعدات الإنسانية وتغطية متطلبات العمليات الإنسانية والحد من الفقر والجوع والأمراض المعدية ، موضحاً أن المبادرة لعقد منتدى الرياض الدولي الإنساني يعد خطوة حكيمة لدعم الأعمال الإنسانية, ويشير لأهمية المملكة. وفي الجلسة رفيعة المستوى الأول عن المساعدات الإنسانية، قال المستشار الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة : إن التحديات الكبيرة التي تواجه العمل الإنساني في مناطق مختلفة من العالم تحتم إعادة النظر في السياسات والإجراءات والأنظمة بما يمكن الجهات التي تقدم العمل الإنساني من الحصول على أكبر قدرة من تنفيذ المساعدات الإنسانية على الأرض، مبينًا أننا نعيش في زمن يحتاج إلى مزيد من تمويل العمليات الإنسانية، وهذا يجعلنا أكثر احتياجًا للعمل سويًا معًا في إيجاد مبادرات جديدة والتنسيق بين الجهات المانحة والجهات المنفذة، وأن نحول المجتمعات المستفيدة إلى مجتمعات فاعلة ومنتجة. ودعا الربيعة إلى الاستفادة من التقنيات المتاحة لتقليل تكلفة الأعمال اللوجستية في العمل الإنساني، وفي الوصول للمجتمعات الأكثر تضررًا، متطرقًا لأهمية الشراكات في العمل الإنساني التي أصبحت أكثر صعوبة وتعقيداً لوجود تحديات على الأرض بسبب الصراعات أو الكوارث. وقال رئيس وحدة المساعدات الإنسانية السويسرية ونائب رئيس الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون مانويل بيسلر : إن تقديم المساعدات الإنسانية لا يحل المشكلات السياسية، مطالبًا بالعمل معًا مع الشركاء لإنفاق الأموال بطريقة فعالة، وأن يكون لدينا طرقًا ووسائل جديدة لتوصيل المساعدات لمستحقيها والتغلب على التحديات. فيما قدم مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور سلطان الشامسي خالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد على تنظيم واحتضان أعمال هذا المنتدى، مشيراً إلى أن المملكة دائمًا سباقة وتعمل بالخفاء ودون رياء في تقديم المساعدات للمحتاجين، وآخرها تقديم العون للمنكوبين في الغوطة الشرقية. وأضاف الدكتور سلطان الشامسي : إننا نواجه تحديات كبيرة في مجال العمل الإنساني وعلينا أن نبذل الجهود ونضع آلية وننسق فيما بيننا ونتمسك بمبادئ العمل الإنساني لتخطى الأزمات. وشكر وزير الدولة للتنمية الدولية ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بالمملكة المتحدة اليستر بيرت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهده والقائمين على المنتدى على حسن التنظيم. وأكد أن أسباب الحاجة للعمل الإنساني تغيرت، مشيرًا إلى أن الأطفال والنساء هم الأكثر استهدافًا في الصراعات ولابد من حمايتهم، كما ينبغي النظر لأسباب الصراعات، ونشر الوعي والمرونة في العمل الإنساني, والمساءلة، والشفافية لكي نحدث فارقًا في عملنا. وتطرق المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (الأونروا) بيير كرينبول للمشكلات التي يعاني منها اللاجئون الفلسطنييون في الضفة الغربية، وقطاع غزة، في ظل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية. من جانبها أشارت المديرة العامة لمعهد التنمية الخارجية الدكتورة سارة بانتوليانو إلى أن هناك تغير في مفهوم العمل الإنساني، وأن الصراعات المستمرة والحروب الدولية والأزمات، لذلك نحتاج إلى نموذج بديل، وثقافة جديدة للعمل الإنساني نعمل على ضوئها. عقب ذلك عقدت الجلسات الفرعية للجلسة الأولى التي تناولت موضوعات ربط المساعدات الإنسانية والتنموية، وتطوير السياسات في ظل البيئة التشغيلية المتغيرة للنزوح العالمي، وتطوير الاستجابة الإنسانية من خلال البحوث الأكاديمية . فيما عقدت جلسة ثنائية مع شخصية مؤثرة في المجال الإغاثي, تحدث فيها مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع المدني والطوارئ والقضاء على آثار الكوارث الطبيعية في روسيا الاتحادية.