بدأ منتدى الرياض الدولي الإنساني جلساته بكلمة افتتاحية للسفير عبدالله المعلمي مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك قال فيها:” هل رأيت صورة اكثر ايلاما من دمعة تنهمل على محيا طفل يتضور جوعا او يتأوه رعبا، وهل عرفتم ألما يفوق الألم الذي يعتصر قلب أم لم تجد لأطفالها مأوى أو ملاذًا وهل شاهدتم وجها تكسوه الاوجاع ويخط أخاديده القهر كوجه اب لم يتمكن من حماية اسرته او توفير الغذاء والعلاج لهم”. وتابع: وهل وجدتم مهنة في العالم أكثر نبلاً وعطاءً وفرحة من مهمة أصحاب الأيادي الحانية التي تمتد لتكفكف دمعة الطفل أو تحتضن الأم وأبناءها في بيت دافئ حتى ولو كان مؤقتا،هذا هو جوهر العمل الإنساني سواء كان في فلسطين أو سوريا أو اليمن أو في مخيمات الروهينغا أو بين منكوبي الأعاصير في الكاريبي والزلازل في كل مكان، وهذا هو العمل الإنساني الذي نجتمع من أجله من أجل 135 مليون إنسان يحتاجون إلى أن يظهر العالم لهم أن كوكبنا الذي نعيش عليه ليس إلا قرية صغير في ملكوت الله وأن البشر جميعا أخوة في الإنسانية وأن من أحيا نفساً واحدة فكأنما أحيا الناس جميعاً. وأشار المعلمي إلى أن الأممالمتحدة احتياجات الإغاثة الإنسانية بمبلغ 22.5 مليار دولار، ولو قسمنا هذا المبلغ على عشر سكان الأرض الأكثر دخلا لبلغ نصيب الفرد منهم 30 دولار في السنة. ثلاثون دولارا من كل فرد مقتدر تكفي للقضاء على مشكلات الإغاثة الإنسانية في العالم ! تأملوا في هذا الرقم ملياً إن استطعتم. وأوضح أن المملكة العربية السعودية بادرت دوما على مد يد العون والإسناد إلى كل بقاع الأرض قد بلغت عدد الدول المستفيدة من العون السعودي بمخلتف أشكاله وصوره حوالى 100 دولة وارتفعت نسبة المساعدات السعودية إلى إجمالي الدخل القومي لتتجاوز 0.7% المتفق عليها دوليا ، وكلنا يعرف عن المبادرة الأخيرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية وشقيقاتها من دول التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن التي بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار وأن المبادرة ستؤدي إلى نقلة نوعية في مستوى العون الإنساني في اليمن . من جهته قال معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوترييس عبر كلمة قدمها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكات الانسانية مع الشرق الاوسط واسيا الوسطى السيد رشيد خاليكوف عبر خلالها عن سعادته البالغة بالمشاركة في أعمال المنتدى، متناولاً مساعدة المحتاجين التي حث عليها الدين الإسلامي بواسطة التبرعات والمنح والزكاة التي هي أحد أركان الدين الإسلامي وتضمن إعطاء الأموال للمحتاجين وتحقق التكافل الاجتماعي. وأشار إلى أن المملكة تعد من أهم الدول في العالم في مجال تقديم المساعدات الإنسانية وتغطية متطلبات العمليات الإنسانية والحد من الفقر والجوع والأمراض المعدية. وأوضح رشيد خاليكوف أن المبادرة لعقد منتدى الرياض الدولي الإنساني يعد خطوة حكيمة لدعم الأعمال الإنسانية ويشير لأهمية المملكة. إلى ذلك قال معالي المستشار الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة إن التحديات الكبيرة التي تواجه العمل الإنساني في مناطق مختلفة من العالم تحتم إعادة النظر في السياسات والإجراءات والأنظمة بما يمكن الجهات التي تقدم العمل الإنساني من الحصول على أكبر قدرة من تنفيذ المساعدات الإنسانية على الأرض، مبينًا أننا نعيش في زمن يحتاج إلى مزيد من تمويل العمليات الإنسانية، وهذا يجعلنا أكثر احتياجًا للعمل سويًا معًا في إيجاد مبادرات جديدة والتنسيق بين الجهات المانحة والجهات المنفذة وأن نحول المجتمعات المستفيدة إلى مجتمعات فاعلة ومنتجة. ودعا الربيعة إلى الاستفادة من التقنيات المتاحة لتقليل تكلفة الأعمال اللوجستية في العمل الإنساني وفي الوصول للمجتمعات الأكثر تضررًا، متطرقًا لأهمية الشراكات في العمل الإنساني التي أصبحت أكثر صعوبة وتعقيدا لوجود تحديات على الأرض بسبب الصراعات أو الكوارث. من جانبه أوضح رئيس وحدة المساعدات الإنسانية السويسرية نائب رئيس الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون مانويل بيسلر أن تقديم المساعدات الإنسانية لا يحل المشكلات السياسية،ٍ مطالبًا بالعمل معًا مع الشركاء لإنفاق الأموال بطريقة فعالة وأن يكون لدينا طرقًا ووسائل جديدة لتوصيل المساعدات لمستحقيها والتغلب على التحديات. فيما قدم مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور سلطان الشامسي خالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهد الأمين – حفظهما الله – على تنظيم واحتضان أعمال هذا المنتدى، مشيرً إلى أن المملكة دائمًا سباقة وتعمل بالخفاء ودون رياء في تقديم المساعدات للمحتاجين، وآخرها تقديم العون للمنكوبين في الغوطة الشرقية. وقال الدكتور سلطان الشامسي علينا بذل الجهود ووضع آليات وننسق فيما بيننا ونتمسك بمبادئ العمل الإنساني لتخطى الأزمات لنجابه التحديات الكبيرة التي تواجه الجميع في مجال العمل الإنساني . وشكر وزير الدولة للتنمية الدولية ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بالمملكة المتحدة اليستر بيرت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – والقائمين على المنتدى على حسن التنظيم. وأكد أن أسباب الحاجة للعمل الإنساني تغيرت كما حدث من التغير المناخي في منطقة الكاريبي، مشيرًا إلى أن الأطفال والنساء هم الأكثر استهدافًا في الصراعات ولابد من العمل لحمايتهم، كما ينبغي النظر لأسباب الصراعات ونشر الوعي والمرونة في العمل الإنساني والمساءلة والشفافية لكي نحدث فارقًا في عملنا. فيما تطرق المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين ( الأونروا ) بيير كرينبول للمشكلات التي يعاني منها لاجؤو فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية. وفي ختام الجلسة الأولى أكدت المديرة العامة لمعهد التنمية الخارجية الدكتورة سارة بانتوليانو أهمية وضع نموذج بديل وثقافة جديدة للعمل الإنساني للعمل على ضوئهما نظراً لوجود تغير في مفهوم العمل الإنساني ، بسبب الصراعات والحروب الدولية والأزمات المستمرة. عقب ذلك عقدت الجلسات الفرعية للجلسة الأولى التي تناولت موضوعات ربط المساعدات الإنسانية والتنموية، وتطوير السياسات في ظل البيئة التشغيلية المتغيرة للنزوح العالمي، وتطوير الاستجابة الإنسانية من خلال البحوث الأكاديمية . وعقدت جلسة ثنائية مع شخصية مؤثرة في المجال الإغاثي تحدث فيها مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع المدني والطوارئ والقضاء على آثار الكوارث الطبيعية في روسيا الاتحادية.