يبدو أن سياسات النظام القطري قذفت الدوحة إلى مربع «التيهان السياسي»، في وقت لا يزال «الترنح» سيد الموقف في تحركات الإمارة الصغيرة منذ اندلاع أزمتها مع جيرانها (الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب)، ولم تكن دعاوى «تدويل الحرمين» اليائسة آخر التخبطات القطرية كما ينظر المراقبون للأداء السياسي في قطر. واعتبر المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني أن توجيه إعلام الظل الذي يسوق لتلك الدعاوى المشبوهة يأتي من الدوحة، مضيفاً: «أنتم (النظام القطري) أذل من ذلك، ودون الحرمين الشريفين السيوف التي تعرفون بأمر إخوان نورة يا إخوان شريفة». ولفت القحطاني على حسابه في «تويتر» أمس (السبت) إلى أنه سبق وأن أخبر مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري سيف بن أحمد آل ثاني «ولم تفهم، إعلام ظلكم يمثلكم. والحساب عسير والفاتورة تزيد». وذكر القحطاني النظام القطري بكلمة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اعتبر دعاوى تدويل الحرمين بمثابة إعلان حرب على المملكة، لافتاً إلى أن مشكلة قطر «مشكلة صغيرة جدًا جدًا جدًا وليس من صالحهم استفزاز 200 جيب» -في إشارة إلى تصريحات سابقة له وجهها لأمير قطر قائلاً: «نصيحة لخيال المآتة كمواطن خليجي تراها إشارة من الكبار، ولا يحتاج أن يتحرك جيش أو تحلق طيارات»، لافتاً إلى أنه ببساطة 200 جيب لن تتوقف إلا في قصر الوجبة، ولن ينفعك حينها عزمي أو غيره. من جهته، أورد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش وصف مقالة في نيويورك تايمز تودد قطرلواشنطن وتواصلها الحثيث مع جماعات الضغط اليهودية والصهيونية في واشنطن ب«المهم»، معتبراً وصف المحامي الصهيوني ألان درشويتز قطر ب«إسرائيل دول الخليج» ب«الملفت». وقال قرقاش على حسابه في «تويتر» أمس (السبت) «الأوضح من المقال استمرار الخطاب المزدوج الذي جرّد الدوحة من مصداقيتها، ففي خطابها الغربي تنفي دعم حماس والإخوان وتهيئ مساكن حديثة للقوات الأمريكية، وفي خطابها العربي تتشدق بشعارات المقاومة والإسلاموية».