أصبحت منصات التواصل الاجتماعي من ضروريات الحياة الحديثة لشرائح المجتمع كافة، لكنها للأسف سلاح ذو حدين يجب استخدامها والتعامل معها بحذر كبير، ولعلنا نعرض في هذه السطور إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، إذ من إيجابياتها أنها تساهم في البقاء على تواصل دائم مع الأهل والأصدقاء وإزالة الحدود والمسافات، كما تتيح البقاء على تواصل مع أهم المواقع الإخبارية لمعرفة ما يدور حولنا من أحداث مهمة تؤثر في مسار حياتنا. وكذلك تساهم مواقع التواصل الاجتماعي في تبادل الخبرات والثقافات حول العالم من خلال نشر ثقافات الأمم والشعوب، وهذا يساهم بصورة كبيرة في نشر مفهوم قبول الآخر من خلال التعرف على عادات الشعوب المختلفة، ومن الإيجابيات إيضا أنها تساعد في الوصول لكافة البحوث العلمية والاستفادة منها، كما تساهم في زيادة المعرفة والثقافة العامة. وتوفر الشبكة العنكبوتية مزيدا من فرص العمل من خلال تصميم الصفحات الخاصة التي توفر لأصحابها دخلا ثابتا، كما يمكن استخدامها للترويج للمنتجات الاستهلاكية وتسويق مشغولات الأُسر المنتجة وبالتالي الاستفادة من التجارة الإلكترونية التي أصبحت توفر فرصاً متعددة للعمل، وتسهم في نشر السلام بين الأديان عن طريق إنشاء صفحات خاصة للتعايش بين الأديان وتقريب وجهات النظر والأفكار. أما سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي فإنها تسبب إدمانا للعديد من المستخدمين بسبب قضاء وقت كبير في تصفح هذه المواقع وهذا يسبب هدرا للوقت بصورة كبيرة، وتسعى تلك المواقع إلى انتهاك الخصوصية للعديد من الأفراد وخصوصا المشاهير بسبب نشر صورهم الخاصة وأخبارهم دون أي رقابة. ويرى بعض المتخصصين في علم الاجتماع أنها سبب رئيسي لعزلة العديد من الأفراد، حيث يبتعدون عن الحياة الاجتماعية بسبب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مفرطة ومبالغ فيها.ويأتي غياب دور الأسرة في مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي دخول الأطفال والمراهقين لمواقع غير أخلاقية بالكامل، وهذا يسبب أخطارا كبيرة على الأطفال والمراهقين، وعطفا على ذلك فإن أرباب الأسر مسؤولون مسؤولية كاملة عما يبدر من أبنائهم من تغريدات ومشاركاتهم التفاعلية سواء كانت مصورة أو كتابات وتعليقات فالفضاء الحاسوبي أصبح اليوم أكثر انضباطاً عما كان في السابق. ومن مساوئ الشبكة المعلوماتية أنها تساهم في انتشار العنف بين المراهقين بسبب نشر بعض العادات السلبية بينهم، إضافة لنشر بعض الأفكار الخارجية المخالفة للعادات والتقاليد السعودية. وتعتبر منصات التواصل الاجتماعي نوافذ يطل منها كافة مستخدمي هذه التقنية، وفي نفس الوقت يعتبر الكل مسؤولا عن كل تغريداته ومشاركاته وأطروحاته، حيث أصبح الجميع ودون استثناء تحت طائلة العقوبات القانونية التي شرعتها الحكومات وأقرت بها المنظمات ومؤسسات المجتمع والأفراد، وتحت وطأة الملاحقات القضائية فكل مسؤول عما يفكر ويعبّر. [email protected]