يواجه الانسان العصري العديد من المغريات التي تشغله يوما بعد يوم عن العلاقات الاجتماعية حتى اصبح التندر "بأيام زمان" وضرب المثل بها من العوامل المشتركه في كثير من المجالس، وعلى الرغم من كثرة الامور التي تشغلنا عن حياتنا الاجتماعية في عصرنا الحالي إلا أن أكثرها تأثيرا هو الانترنت. الاطفال أول المتأثرين ويقول الدكتور رياض ابراهيم استاذ علم الاجتماع أن استخدام الانترنت قد تكون له تأثيرات على العلاقات الاجتماعية، و ان اول هذه التأثيرات تظهر عند الأطفال تحت سن العاشرة اذ تبين ان الانترنت يؤدي الى عزل الطفل اجتماعيا وعدم تفاعله مع بقية افراد الاسرة، وبقية الأقران مما يفقده ظرف بناء المهارات اللازمة للتفاعل مع الآخرين.ان وجود الانترنت قد افقد الوحدات التقليدية التي كانت مسؤولة عن تنشئة الانسان كثيرا من وظائفها واهميتها فأصبح الانترنت مصدرا اساسيا في عملية التنشئة. أهمية المراقبة ويرى عدد من الباحثين في مجال علم النفس والتربية على ضرورة مراقبة مضامين الانترنت من قبل الاسرة للتأكد من ضبط الجانب السلبي الذي يمكن ان تحمله تلك المضامين.اذ أن الانترنت اصبح بديلا للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والاقارب.كما ان قضاء الاشخاص ساعات الطويلة في استكشاف مواقع الانترنت المتعددة يعني تغيرا في منظومة القيم الاجتماعية للافراد حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي المشترك، وهي التي تمثل عنصرا هاما في ثقافتنا. الميل إلى الوحدة ان الاستخدام الفردي للانترنت يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب مما يقلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل اهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف. ويقول ان بعض الدراسات تشير الى ان استخدام الانترنت يعرض الاطفال والمراهقين الى مواد ومعلومات خيالية وغير واقعية تساهم في اعاقة تفكيرهم وتكيفهم وينمي بعض الافكار غير العقلانية خصوصا ما يتصل منها بنمط العلاقات الشخصية وانماط الحياة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الاخرى. مصدر للضغط النفسي كماان استخدام الانترنت اصبح يشكل مصدرا للضغط النفسي والاجتماعي والاقتصادي على الافراد بسبب تعرض الفرد غير المنتمي الى ثقافة الانترنت للنقد من رفاقه لعدم مواكبته لعناصر هذه الثقافة ناهيك عن كون استخدام الانترنت ممارسة قد تكون مكلفة ماديا خصوصا للافراد محدودي الدخل.ويرى الباحثون ان دخول الانترنت مجالات الحياة الواسعة اصبح عاملا مساعدا في تقوية الفجوة بين الاجيال فيما يتعلق بثقافة الاتصال مع العالم الخارجي. المضار أكثر اما مستخدمو الانترنت فتتفاوت تقييماتهم لمنافع ومضار الانترنت، فيرى البعض ان استخدام الانترنت يؤثر على العلاقات الاجتماعية.خاصة الذين يقضون ساعتين فأكثر يوميا في استخدام الانترنت، ان الوقت المخصص لعلاقتهم مع أسرهم و اصدقائهم يقل تدريجيا ويزداد في المقابل الوقت برفقة جهاز الكمبيوتر. ترجيح الإيجابيات من ناحية اخرى يرى البعض ان هناك ايجابيات للانترنت فهو من الناحية الاقتصادية اوفر خاصة في حالة التواصل والاتصال مع اصدقاء خارج الوطن كما يعزز العلاقات مع اناس واصدقاء خارج الوطن ويبقينا على اتصال دائم معهم.