كان لافتاً حجم المتاجرة والمزايدة في خطاب الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصرالله أمس الأول، الذي وصل إلى ذروته، باعتبار أنه هو وحزبه مسؤولان عن ما جرى من مآسٍ ليس فقط لقضية القدسوفلسطين، بل الأزمة اللبنانية والسورية واليمنية؛ وبدلا عن رص الصفوف مع الدول العربية، بعيدا عن الشعارات الرنانة والزائفة وترك العباءة الفارسية الإرهابية، بل تمترسوا مع القوى الطائفية الإرهابية التي دمرت وأحرقت المدن والقرى السورية والعراقية واليمنية وتركت قضية القدس وراء ظهرها متشدقة بالشعارات والخطابات التسويقية تحت مزاعم محور المقاومة في مواجهة إسرائيل، وهو وحزبه متواطئان معها. بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، عاود زعيم عصابة الإرهاب نصر الله في لبنان المتاجرة بقضية القدس، وأطلق عباراته وشعاراته الزائفة بمزاعم أن لبنان، «شعب المقاومة»، و«بقينا مع فلسطين وسنبقى مع فلسطين». شعارات سمعناها منذ عدة عقود من النظام الإيراني وحزب الله بلا نتائج، النظام الإيراني دمر لبنان وسورية واليمن والعراق.. ولم يفعل شيئا للقدس، بل باع مع حزب الله الإرهابي قضية القدس بدراهم معدودة، وافترى وتجنى بحق قضية فلسطين التي كانت ومازالت قضيتنا الأولى.. ويوزع نصر الله الإرهابي اتهاماته جزافا على السعودية، وهو يعلم أن السعودية ترفض المزايدات والمتاجرات بقضايا الأمة الإسلامية، ومشهود لها أنها لا تتكلم لغتين بل تتحدث بلغة الحق والعدل ومناصرة الشعب الفلسطيني قولا وفعلا. لقد انكشفت ألاعيب نصر الله التي تهدف إلى ذر الرماد في العيون، وتدمير لبنان واختطافه. لا نصر الله ولا أي جهة أخرى تستطيع المزايدة على المملكة في ما قدمته منذ عشرات السنين -ولا تزال- من دعم مختلف للشعب الفلسطيني الشقيق، وهي لا تمنن في ذلك؛ لأن القضية الفلسطينية قضيتها، وهي القضية العربية المركزية، ولكن العجب العجاب في من يدعون نصرة القضية الفلسطينية ويتاجرون بها في أسواق السياسة، ويعملون دون كلل من أجل تجزئة المنظمات والفصائل الفلسطينية وتأليبها ضد بعضها، وضرب كل محاولة صادقة أو اتفاقية تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية. مواقف المملكة العربية السعودية واضحة وصادقة ولا تحتاج إلى شهادة من أحد، وهي مواقف مقرونة بأفعال تقدرها الشعوب العربية والإسلامية، وحبذا لو تتمثل بعض الجهات بحكمة قادة المملكة وحرصهم على الأمتين العربية والإسلامية ونصرتهم للقضايا العربية والإسلامية بدل السعي إلى ضرب الوحدة العربية وتضليل الشعوب والمتاجرة بقضايا الأمة.