علق رئيس جمعية القلب السعوديةالدكتور حسام الفالح أن ما يتم تناقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام من مقاطع تحوي مجموعة من المغالطات التي لا تستند إلى دراسات علمية محكّمة، حول علاقة ارتفاع الكوليسترول بالدم ودوره السلبي بالأمراض الوعائية كتصلب الشرايين التاجية أو الدماغية أو الطرفية، وما يترتب على ذلك من مضاعفات كالجلطات القلبية أوالدماغية أو القصور في التروية الطرفية. وأكد الفالح أن جمعية القلب السعودية والتي تمثل أهل الاختصاص في أمراض القلب والشرايين في المملكة العربية السعودية تود أن تصحح المفاهيم الخاطئة المتداولة حول ارتفاع الكوليسترول في الدم وعلاقته بمرض تصلب الشرايين. وقال الفالح إن ارتفاع الكوليسترول في الدم، وتحديداً الكولسترول الضار (LDL) يعد سبباً رئيساً في الجلطات القلبية والدماغية. دل على ذلك عدد كبيرٌ من الدراسات المحكمة خلال 40 سنة الماضية، التي تؤكد العلاقة بين ارتفاع الكوليسترول في الدم وهذه الأمراض، وهي علاقة سببية لا جدال فيها عالمياً، مذكرا أن العلاقة السببية تخضع لشروط علمية صارمة قبل إقرارها. كما أكد الفالح أن عشرات الدراسات العلمية والتي ضمت عشرات الآلاف من المرضى على مدى ثلاثة عقود بينت أن تناول الأدوية المخفضة لارتفاع الكولسترول يؤدي -بإذن الله- إلى تقليل الوفيات وتقليل حدوث الجلطات القلبية والدماغية، وتدعم هذه الدراسات السريرية المحكمة دراسات راصدة ذات جودة عالية، ضمت مئات الآلاف من المرضى. وتابع: إضافة إلى ما سبق، فقد أكدت الدراسات العلمية أن تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول من قبل المرضى المصابين بتصلب وضيق الشرايين التاجية أفضى إلى إيقاف وتيرة التضيق في هذه الشرايين، بل إلى تراجعه في بعض الحالات وذلك عبر تتبع هذه الشرايين خلال فترة زمنية مقنّنة باستخدام تقنيات متطورة كالأشعة الصوتية الوعائية. وأضاف الفالح: إن العلاقة السببية بين ارتفاع الكوليسترول والأمراض الوعائية، وأهمية تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول من قبل المرضى الذين يعانون من هذا الداء، هما ما نصت عليه توصيات كافة الجمعيات القلبية، كجمعية القلب الأوروبية وجمعية القلب الأمريكية وجمعية القلب الكندية على سبيل المثال لا الحصر. كما أشار إلى إن الدراسات العلمية المحكمة التي ضمت مئات الآلاف من المرضى قد نصّت بأن الأدوية المخفضة للكوليسترول تتسم بدرجة عالية من الأمان، وأن المضاعفات الجانبية المحتملة لا تتجاوز نسبتها 5%، وأن هذه المضاعفات تتلاشى بمجرد تخفيض الجرعة أو إيقاف الدواء من قِبَل الطبيب المعالج. وهنا تؤكد جمعية القلب السعودية أن هذه الأدوية لا تؤدي بأي حال من الأحوال بإلحاق ضرر بالقلب كما يدعي البعض من غير أهل الاختصاص، ولا شك أن أي دواء أو علاج لا ينفك تناوله من حدوث مفسدة أو تحقق مصلحة، والمعول عليه في هذا الأمر ترجيح كفة المصلحة على المفسدة. وأكد الفالح أن جمعية القلب السعودية تقرر بأن حجر الزاوية في تجنب أمراض القلب مثل ارتفاع الكوليسترول ومرض السكر والسمنة، يكمن في تعديل السلوك الحياتي في الغذاء والحركة، فلقد ثبت علمياً أن تجنب تناول الطعام الغني بالدهون، وخصوصاً الدهون المشبعة والدهون المتحولة والسكريات يؤدي إلى إنقاص معدل الكوليسترول الضار في الدم وتبعاته، وأن الحياة المليئة بالحركة والرياضة تقلل من احتمال حدوث أمراض القلب والدماغ وتعين في تجنب مرض السكر أو على الأقل تأخير حدوثه. وأوضح الفالح أن البعض يخلط بين العلاقة السببية بين ارتفاع الكولسترول في الدم وبين أمراض القلب الوعائية من جانب وبين العلاقة بين تناول الدهون في الطعام وأمراض القلب الوعائية، كما تقرر سابقاً، ولا جدال بين العلماء أن ارتفاع الكوليسترول في الدم هو المسبب الرئيسي لتصلب الشرايين ومضاعفاته، إلا أن هناك نقاشاً يدور بين المختصين حول الكمية الآمنة من الدهون في الغذاء وحول نوعية الدهون الأخف ضررا، ولا زالت الدراسات تصدر تباعا حول هذه المسألة. كما أكد أن الدراسات دلت على أن بعض الدهون مفيدة لصحة القلب كزيت الزيتون وبعض الزيوت النباتية، وأما الدهون الحيوانية فإن تناولها بإفراط يضر بالصحة عموما، وصحة القلب والدماغ خصوصا، وأن الغذاء المتوازن الغني بالخضراوات والبقوليات والفواكه بجانب اللحوم البيضاء وخصوصاً السمك مع تقليل كمية الكربوهيدرات والدهون الحيوانية مفيد لصحة القلب. واختتم الفالح تصريحه موضحا أن جمعية القلب السعودية تحض الجميع على تتبع المعلومات التي تهم صحتهم وسلامتهم من المصادر الموثوقة وأن يرجعوا إلى أطبائهم المعالجين في ما يخص علاجهم، وأن لا يعتمدوا كل ما يتم تناقله في وسائل التواصل الاجتماعي.