في الوقت الذي تقفز فيه المملكة بخطوات واثقة ومتسارعة نحو التنمية والتقدم في شتى المجالات، تتعالى أصوات خصومها نقداً واعتراضاً على هذه التحولات سواء كانت سياسية أو اقتصادية كمشاريع تنموية وسياحية أو حتى على المستوى الاجتماعي كبعض البرامج الترفيهية أو الأنظمة الضامنة لاستقرار المجتمع، فلا تخطو المملكة خطوة واحدة كبرت أو صغرت إلا وتواجهها تلك الأصوات بالسخط والإرجاف! حين أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته الأسبوع الماضي لم تكن ردات الفعل موجهة حول استقالته بقدر ما كانت حول المكان الذي أعلن منه الاستقالة، وهو المملكة العربية السعودية فسارعت قناة الجزيرة القطرية وبعض المنابر المشابهة لها بترويج أكذوبة أنه موقوف في الرياض، وعندما خرج للإعلام في استقبال رسمي وأمام الملك، قالوا الحريري تحت الإقامة الجبرية وحين ذهب في رحلة إلى الإمارات قالوا إنه يرتدي ساعة كتب فيها (ساعدوني) إلخ من أكاذيب وسخافات لن تنتهي طالما المملكة تمر بهذه النجاحات والمتغيرات والتميز السياسي الذي أثار حنق الأعداء وسخطهم، وهنا يجب ألا نهمل أن سعد الحريري ابن المملكة ومسقط رأسه بها، ويعد حليفاً إستراتيجياً لها، حيث يترأس تيار المستقبل الذي أسسه عام 2007، وهو بمثابة تجمع سياسي يمثل السنة في لبنان، ولا سر في ولاء الحريري للسعودية فقبله والده رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005 من قبل ميليشيات حزب الله، فولاؤهما لهذا الكيان السعودية نابع من قناعتهما بالدور السعودي في استقرار لبنان، إذا فهذه البروبغندا التي زامنت استقالة الحريري كان مصدرها حزب الله التابع لإيران وجناحه الإعلامي (قناة الجزيرة في قطر)، فحزب الله كان ينوي جعل لبنان جزءا من ولاية الفقيه في إيران وليست فقط دولة موالية لها، وهذا ما جاء على لسان رئيس الحزب حسن نصر الله، فهل كان الحزب الإرهابي يخطط لاغتيال الابن بدم بارد كما قتل الاب؟ نعم والاعتراض على الاستقالة والإصرار على عودة الحريري اختصره لكم بهذه الجملة وبلسان حال حزب الله (أعيدوا الحريري لنقتله)! نعود إلى إقحام المملكة في كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة والحقد الدفين الذي تحول إلى هجمات إعلامية واتهامات باختطاف الرئيس الحريري على مدى أسبوع كامل، حتى جاء الحسم على لسان الحريري نفسه وبعد لقاء مطول على تلفزيون المستقبل يوم الأحد الماضي ونقل على أكثر من محطة حيث حسم هذا الإرجاف بجملتين: الأولى أنه عائد إلى لبنان قريباً وسوف يقدم استقالته بالطريقة الدستورية وأمام الرئيس اللبناني ميشيل عون. والثانية أنه «مهدد» وعندما يتخذ قرار العودة فيجب أن يتأكد من تأمين نفسه، فهو لا يريد أن يفقده أبناؤه، كما حدث معه حين فقد والده!! ما يهمنا هو أن أمن الحريري واستقرار لبنان وسياسة «النأي بالنفس» التي يطمحها الحريري لبلاده لن تتحقق في ظل وجود حزب الشيطان، والحريري وعائلته في حمى دولة الكبار حتى يتم (تأمينه)! hailahabdulah20@