ضجّت وسائل إعلام ميليشيا «حزب الله» وقياداتها وأذناب نظام الملالي في لبنان صراخا وعويلا، تطالب بعودة رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري. الإرهابي نصر الله توعد.. والقيادات اللبناينة تزبد.. فالرئيس ميشال عون خرج من «القمقم» أخيرا، وطلب من السعودية توضيح الأسباب التي تحول دون عودة الحريري، زاعما بأن لبنان لا يقبل أن يكون رئيس وزرائه في وضع يتناقض مع الاتفاقيات الدولية.. الرئيس عون شخصية سياسية رفيعة وله الاحترام والتقدير، لكن عليه ألا ينظر إلى نصف الكوب الفارغ، فهناك نصف آخر ملآن في هذه القضية، ويجب عدم التشبث فقط بالاتفاقيات الدولية عندما تكون الأمور ماضية في اتجاه آخر.. يجب أن تكون مرجعية الشرعية الدولية «روزنامة» متكاملة، وعليه فإنه على عون أن يبحث عن مسببات الاستقالة، وليس عن نتائجها، عليه أن يفكر لماذا اتخذ الحريري هذا القرار المؤلم؟ والإجابة الواضحة، وتضمنتها الاستقالة، هي أنها أتت بعدما بلغ السيل الزبى، ووصل التدخل الإيراني في لبنان عبر حزب الله إلى مداه، وأضحت ميليشيا نصر الله مختطفة بعبدا والأراضي اللبنانية، ضاربة بعرض الحائط القرارات التي يتحدث عنها عون. قضية الحريري محتجز في الرياض التي أعلن منها استقالته الأسبوع الماضي «محض أكاذيب»، تسعى الميليشيات للاسترزاق من ورائها والهجوم على السعودية. أما قول الدجال نصر الله، الذي زعم أن السعودية أعلنت الحرب على لبنان، فهو قول مردود عليه جملة وتفصيلا.. فمن الذي حول لبنان لبؤرة إرهابية؟ ومن الذي دعم ميليشيا الحوثي بخبراء ومستشارين لاستهداف السعودية؟ والإجابة هنا أن «حزب الشيطان» هو من بادر بإعلان الحرب على السعودية بدعم نظام الملالي الطائفي، وهو من أوجد حالة عدم الاستقرار في لبنان. ومن هنا، فإن استقالة الحريري ليست سببا لكنها نتيجة لتدخلات حزب الشيطان، وتحوله إلى دويلة داخل الدولة، وسعيه لإغراق لبنان داخليا وخارجيا.. ويجب أن تعلم هذه الميليشيا أنه لا تزال لدينا أوراق في الساحة اللبنانية قانونية وسياسية واقتصادية.. اللبنانيون لا يستطيعون العيش تحت حكم دويلة داخل الدولة. يعود الحريري أو لا يعود. تلك ليست القضية، لكن القضية هي خروج إيران من لبنان وإنهاء اختطاف لبنان.. إذن، بعبدا.. والضاحية.. موتوا بغيظكم... ويا عون.. لا تنظر لنصف الكوب الفارغ.