اطلع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات الثلاثاء «على الأوضاع في لبنان وتطورات الأحداث فيها» خلال استقباله سعد الحريري رئيس وزراء لبنان المستقيل. وأكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «وقوف دولة الامارات إلى جانب لبنان بشأن التحديات والتدخلات الاقليمية التي تواجهه وتعيق طريق البناء والتنمية فيه وتهدد سلامة وأمن شعبه». وخلال استقبال ولي عهد أبوظبي لسعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل في قصر الشاطئ بأبوظبي، تمنى الشيخ محمد بن زايد للحريري التوفيق والنجاح في سبيل خروج لبنان من محنته والسعي إلى تحقيق طموحات الشعب اللبناني في حياة كريمة وآمنة. وأعرب الحريري عن شكره لقيادة الامارات وحرصها الدائم على دعم لبنان في مختلف الظروف من أجل تعزيز وحدته وضمان أمنه واستقراره. وعلى صعيد متصل، أوضح رئيس وزراء لبنان السابق، فؤاد السنيورة، أمس، أنه أجرى اتصالا بالحريري، أكد له فيه الأخير عودته قريبا، مشيرا إلى أن عودة الحريري إلى لبنان أولوية، وأضاف «إننا على تواصل معه وآخر اتصال كان البارحة». وهو ما ذهب إليه وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، الاثنين، بعد زيارته دار الفتوى اللبنانية بقوله: لدي انطباع بأن الحريري سيعود إلى بيروت في غضون أيام. وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، أعلن الاثنين، أن تجاوب الزعماء السياسيين لدعوات التهدئة يعزز الاستقرار الأمني ويحفظ الوحدة الوطنية بعد استقالة الحريري، لافتا إلى أنه لن يتخذ أي قرار قبل عودة الحريري إلى لبنان. من جهته، قال ثامر السبهان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في تصريحات لقناة «العربية» الاثنين: «إن ميليشيات حزب الله تشارك في كل عمل إرهابي يتهدد السعودية»، مؤكداً أن المملكة ستستخدم كافة الوسائل السياسية وغيرها لمواجهة «حزب الشيطان». وأضاف السبهان : «إن على اللبنانيين الاختيار بين السلام وبين الانضواء تحت حزب الله»، مضيفاً: «كنا نتوقع من الحكومة اللبنانية أن تعمل على ردعه»، مشيراً إلى أنه بيد اللبنانيين تحديد ما ستؤول إليه الأمور مع المملكة. إلى ذلك، حذرت وكالة «موديز» للتصنيفات الائتمانية من أن أي عودة لحالة الشلل السياسي التي عاشها لبنان قبل انضمام الحريري لحكومة وحدة وطنية العام الماضي قد تضر بالتصنيف الائتماني للبلاد. وبالفعل تراجعت سندات لبنان الدولارية وقفزت تكلفة التأمين على ديونه أمس، مع تصعيد حاد لأزمة تواجهها البلاد بعد استقالة الحريري، وتراجعت السندات اللبنانية استحقاق 2022 بواقع 1.95 سنت إلى 93.5 سنت للدولار مسجلة أدنى مستوى لها منذ يوليو 2013 وفقا لبيانات تومسون رويترز. وقفزت عقود مبادلة مخاطر الائتمان اللبنانية لخمس سنوات 13 نقطة أساس مقارنة مع إغلاق الاثنين، لتصل إلى 550 نقطة بحسب بيانات «آي.اتش.اس ماركت» وهو أعلى مستوى لتكلفة التأمين على ديون لبنان منذ أوائل ديسمبر. وكان الحريري قد أعلن استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، السبت، متوعداً بأن «أيدي نظام إيران في المنطقة ستقطع». كما أكد في خطاب الاستقالة المتلفز أن «لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي»، وشدد على أنه «أينما حلت إيران، يحل الخراب والفتن»، محذراً من أن «الشر الذي ترسله طهران إلى المنطقة سيرتد عليها». وأضاف الحريري: «إيران تسيطر على المنطقة، وعلى القرار في سوريا والعراق واليمن». وفي إشارة إلى التعاون بين طهران وميليشيا حزب الله، أعلن أن «إيران وجدت في بلادنا من تضع يدها بيدهم». وفي ذات المنحى، قال السبهان: «إن الحريري وشرفاء لبنان لن يقبلوا بمواقف ميليشيات حزب الله»، مؤكداً «أن الحديث عن إجبار الحريري على الاستقالة أكاذيب لتشتيت اللبنانيين»، مشدداً على «أن لبنان مُختطف من قبل الميليشيات ومن خلفها إيران، واللبنانيون قادرون على إيقاف تجاوزات حزب الله». وكان السبهان قد غرد في وقت سابق، الأحد، عبر «تويتر»، بقوله «إن لبنان بعد الاستقالة لن يكون أبداً كما قبلها، لن يقبل أن يكون بأي حال منصة لانطلاق الإرهاب إلى دولنا وبيد قادته أن يكون دولة إرهاب أو سلام».