لم يشفع التاريخ العريق الذي تتمتع به الأسياح (55 كيلومترا شمال بريدة) في حصولها على مشاريع البنى التحتية التي تليق بها، فالمحافظة التي تعرف ب«عين بن فهيد» وتحتضن ما يزيد على 40 ألف نسمة، والعديد من الآثار أبرزها قصر مارد، تعاني نقصا حادا في الخدمات التنموية الأساسية، مثل وجود مكتب للأحوال المدنية، ما دفع الأهالي إلى قطع ما يزيد على 400 كيلومتر ذهابا وإيابا لبلوغ أقرب مكتب لاستخراج أوراقهم، وإضافة المواليد، فضلا عن معاناة المحافظة من افتقادها لمكتب للجوازات. ويشكو الأهالي من تدني مستوى الخدمات الصحية، فسعة مستشفى المحافظة لا تزيد على 50 سريرا وهي لا تكفي حاجة السكان، كما أن الآثار التي تنتشر في الأسياح تعاني من الإهمال، خصوصا قصر مارد. وناشد فهد الصالح الجهات المختصة بالاهتمام بالعين الجارية في الأسياح قبل أن تجف، مشددا على أهمية إعادة إعمار قرية البرقاء وفق المواصفات والمعايير المطلوبة، مع الاهتمام بالبيوت الطينية التي تنتشر في المحافظة. وقال الصالح: «لو أعيد إعمار البرقاء ستكون من أهم المناطق السياحية وقرية ذات طابع مميز وفريد كتلك الموجودة في الخبراء واشيقر»، لافتا إلى أن الأسياح تحتضن كثيرا من الآثار القديمة التي تحتاج لعمارة وإعادة بناء من جديد. وطالب بلدية الأسياح بالاهتمام بقرية البرقاء التي تمثل جزءا مهما من تاريخ المنطقة، مبينا أن بيوت القرية الطينية بحاجة لإنارة. ووصف خليفة عبدالله الهاملي موقع الأسياح بالحيوي، مشيرا إلى أنها بوابة القصيمالشرقية، وتشرف على العديد من القرى والمراكز إذ يتبعها 11 مركزاً، ويزيد سكانها على 50 ألف نسمة. وذكر أن سكان الأسياح يعانون لإنهاء خدماتهم الضرورية ومراجعة الدوائر الحكومية مثل الأحوال ومكتب العمل ووزارة التجارة، بقطع مسافات طويلة، تصل إلى 400 كيلومتر ذهابا وإيابا، مشيرا إلى أن افتتاح فرع للأحوال المدنية يخدم شريحة كبيرة من المواطنين كالمطلقات والأرامل والفتيات ممن يلتحقن بالجامعات وذوي الظروف والاحتياجات الخاصة. وشدد تركي الفهيد على أهمية العناية بالمواقع التراثية التي تزخر بها عين بن فهيد، خصوصا قرية البرقاء التي تحتضن بيوتا طينية قديمة يجب الحفاظ عليها قبل أن تندثر، مطالبا بالاهتمام بعين الماء التي تنتشر في الأسياح. ووصف مدخل المحافظة الغربي بساحة للموت لافتقاده وسائل السلامة، داعيا إلى اتخاذ الحلول منها إنشاء ميدان رئيسي يحد من السرعة الجنونية، ووضع مطبات صناعية للتهدئة وكذالك التنبيه بلوحات وإنارات ضوئية. ورأى علي الفهيد أن الأسياح تحتاج إلى خدمات كثيرة منها افتتاح بلدية أخرى ومحطة تحلية ثانية، شمال المحافظة، مطالبا برفع طاقة المستشفى من 50 سريرا إلى 100 لكثرة السكان، فضلا عن وقوعها على طريق دولي تكثر فيه الحوادث. ودعا إلى الاهتمام بالتعليم الجامعي في الأسياح، وتطوير الخدمات البلدية، بسفلتة الشوارع، وإنشاء مزيد من الحدائق والمتنزهات مع تطوير شبكة المياه والصرف الصحي، مشددا على أهمية استكمال مشروع الطريق الرابط بين المحافظة بأم شيح المتجه إلى الزلفي. في المقابل، أكد رئيس بلدية محافظة الأسياح صالح الضالع أن هناك متابعة للمشاريع والعمل على إتمامها بالتنسيق مع المجلس البلدي وفريق عمل من قبل البلدية، مبينا أنه يوجد رقم خاص لاستقبال شكاوى الأهالي. وذكر أنه يجري استكمال الملاعب والحدائق وطرح المشاريع الاستثمارية، مرجعا تآكل الاسفلت في المحافظة إلى ارتفاع منسوب المياه، مشيرا إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تعمل على معالجة المشكلة. وأفاد أن الطريق الرابط بين الأسياح وأم شيح من اختصاص وزارة النقل، ويجري متابعته من البلدية، بعد ترسية المشروع علي إحدى الشركات لتنفيذه، لافتا إلى أنهم ينتظرون تقرير لجنة السلامة المرورية حول تنفيذ مدخل عين بن فهيد الغربي.