اعتزل المسن ملفي بن شرعان العريمة الحربي حياة المدينة، وفضل العيش في صحراء الثويرات (شمال غرب محافظة الأسياح)، بين أغنامه التي يعتمد عليها في تدبير معيشته. ولا يربط الكهل الذي شارف عمره على 100 عام، بالعالم من حوله، سوى مذياع، يتعرف من خلاله على أخبار الدنيا ومواعيد الأذان، ويستمع من خلاله للقرآن الكريم وبعض البرامج المهتمة بالشعر. ورغم أن ملفي الذي عزف عن الزواج يعيش حياة قاسية في صحراء الثويرات القريبة من بلدة عين بن فهيد، إلا أنه قانع بها، غير آبه بزمهرير الشتاء وقيظ الصيف، ويعتمد في طعامه على التمر واللبن من الأغنام التي يربيها، ينام في العراء ولا يعرف أجهزة التكييف. وتختزن ذاكرة ملفي كثيرا من الأحداث التاريخية التي عاشها طيلة قرن من الزمن، منها رحلاته مع العقيلات بصحبة عبدالله الشريدة من أهل بريدة، لشراء الأغنام والإبل من الأردن، وبيعها في بريدة. وقال: «كانت الرحلة تستغرق نحو شهرين، وكنا نذهب في الشتاء، هربا من حرارة الصيف، وأذكر أنه في إحدى الرحلات نفد ماؤنا وضاعت إبلنا، ومكثنا فترة من الزمن نبحث عنها، حتى عثرنا عليها»، مشيرا إلى أنهم كانوا يشترون الناقة في بداية عهد الملك فيصل طيب الله ثراه، ب400 ريال ويبيعونها في سوق بريدة الدولي ب800 ريال. وأكد ملفي أنه تأقلم على قسوة حرارة الجو في الصحراء صيفا، ولم يعد قادرا على مغادرتها، بعد أن اعتاد على العيش فيها منذ طفولته، ورفض الرحيل إلى المدن. ويرفض ملفي التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي أو الجوال والتلفزيون، مشيرا إلى أنه يتعرف على أخبار الأحداث من حوله عبر المذياع وعابري الطريق البري (الطرقية)، مرجعا تمتعه بصحة جيدة رغم أنه ناهز 100 عام من عمره، إلى ممارسته الحياة بطريقة طبيعية، في طعامه وشرابه، موضحا أن شرب الماء بكمية مناسبة في اليوم يقيه الأمراض.