رمضان وبقية الشهور .. حرارة الصيف وجليد الشتاء كلها سيان عند العم ملفي الحربي، الذي يعيش بسعادة بعيدا عن هموم الدنيا وتشابكاتها وتناقضاتها على بعد 50 كلم شمالي شرقي محافظة الأسياح، وتحديدا في نفود قبة، حيث يعيش ملفي شرعان العريمة الحربي (90 عاما) وحيدا في الصحراء، كل فصل عنده لا يفرق كما يقول الشتاء والصيف الربيع والخريف، حيث يرفض فكرة العيش في المدينة ولا يعترف بها ولم يجلس طوال عمرة عند مكيف هواء ولا يستخدم الكهرباء ولا الهاتف الجوال. سألناه عن سبب ذلك فقال: ولدت في الصحراء وأعيش فيها وسأموت بها، لم أتزوج طوال عمري فأنا (عازب الصحراء)، لا أحب المدينة رغم أهميتها، أعشق أن أعيش هكذا، أنام مبكرا بعد صلاة العشاء، أسمع الأخبار في الراديو حتى أعرف أخبار العالم، وأستيقظ قبل أذان الفجر وأعد القهوة العربية مع التمر، وأشرب الحليب ثم أبدا يومي برعي أغنامي التي هي مصدر رزقي. لا معلبات يواصل العم ملفي ويقول: أنا ولله الحمد لست بفقير، وأعيش بخير ونعمة، وبعد الظهر والعصر استقبل ضيوفي ومن (يلفي) علي من (عابري الطريق) لا أتناول المعلبات ولا الأشياء المحفوظة، أكلي من غنمي. وعن برنامجه في شهر رمضان قال: هو نفس البرنامج لا يتغير سوى أني أصوم بالنهار وأفطر مع أذان المغرب. وعن طريقة معرفته للوقت قال: أنا ابن الصحراء وأعرف ذلك بالحساب والراديو يساعدني بعض الشيء. اللي يبي ملفي عن معرفته بالصحافة يقول العم ملفي: أنا لا أقرا ولا أكتب لذا لا أتابعها، لكني أشكر «عكاظ» التي زارتني. وذكر أنه مرتاح البال ويعيش في سعة بال مع أغنامه ويستمتع بالصحراء. وعن قدرته على تحمل حرارة الطقس قال: لم أتعود على المكيفات ووسائل الترفيه؛ لذا الأمر عندي عاد وجسمي تعود على ذلك. ويقول ضاحكا إنه سمع عن تويتر وفيس بوك من خلال زواره وعابري الطريق. وعن أقاربه، ذكر هم قله وأختي تعيش في مدينة قبة إحدى مدن محافظة الأسياح، والحمد لله (اللي يبي ملفي يعرف طريقة).