يكتسي الوطن حلة البهاء والفرح في يومه الأغر، فهو في النفوس ساكن، والأفئدة له تنبض حبا وولاء ووفاء، احتفاء بذكرى غالية لبطولات تأسيس هذا الكيان الكبير على يد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- سطرها التاريخ بأحرف من نور لتظل تغذي الأجيال بأسمى معاني وقيمة الوطن، كيف توحد، وكيف تأسست الدولة على ركائز راسخة قوامها وحدة الشعب الوفي ونماؤه، ودستورها الشريعة السمحة الغراء، ومنهاجها الحكمة في سياستها والخير لأبنائها ولأمتها، وشرف رسالتها التي أعزها الله تعالى بها في رعاية أقدس مقدسات المسلمين وخدمة ضيوف الرحمن. بين التاريخ المجيد والحاضر الطموح، تتجلى العبقرية القيادية للملك المؤسس رحمه الله، في بناء أعظم وحدة للأرض والشعب في التاريخ الحديث. ومن هذه المدرسة واصل الملوك البررة مسيرة البناء والتحديث والنماء للوطن والمواطن في كل مجال ومكان على أرض المملكة، دولة عزيزة أبية قوية بحول الله، رايتها وهامتها ولله الحمد عالية خفاقة، لها من المكانة موقعها الريادي على كافة الأصعدة، وميزان وبوصلة للاعتدال، وأنموذجا للحزم والعزم في ردع كل طامع وحاقد، ويدا قوية على كل معتد وكل من يستهدف الوطن بسوء، والضرب بيد من حديد على الإرهاب، والتصدي لكل من يدعمه من دول مارقة وجماعات شيطانية الفكر والإجرام. في اليوم الوطني لابد أن نتوقف بالتأمل والتدبر في مسيرة هذا الوطن العزيز لتستقي الأجيال أنصع المعاني في المسؤولية لصون هذ الوطن ومكتسباته وإنجازاته التي تسابق الزمن، وهو الذي يتجاوز بعون الله ثم بقيادته الحكيمة كافة التحديات في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة وتلقي بتداعياتها على بلادنا، وتواجهها بحكمة وعزيمة وحزم، كما تتصدى لمخططات شريرة استهدفته حتى من الشقيق والجار القريب لكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. ورغم التحديات الاقتصادية التي تلقي بظلالها على العالم أجمع، تواصل بلادنا ولله الحمد مسيرتها وبرؤية واعدة على أرض الواقع بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين حفظهما الله، ويحصد شبابنا ثمار البناء والخطط الجادة، ليأخذوا مواقعهم في كل مجال ويبنوا بعقولهم وسواعدهم مستقبل وطنهم جيلا بعد جيل. ومع هذه الأهداف الطموحة لابد دائما من استحضار المعاني الوطنية العظيمة، وإعلاء روح المواطنة التي تعني مسؤولية كل فرد وكل أسرة وكافة مؤسسات البناء الفكري والثقافي والتربوي والتعليمي والإعلامي، للتركيز على الثقافة الوطنية وقيم المواطنة، واستحقاق ذلك من التفاني والجهد والتلاحم، والانضباط واحترام الأنظمة والتشريعات وتطبيقها في الحياة والعمل وفي السلوك القويم وميزان الحقوق والواجبات. كلما تعمقت هذه المداميك وتجذرت، كلما نجحنا في إهداء وطننا ما يستحقه من رفعة وتقدم، وهذا دين واجب رده بذلا وعطاء للوطن بالمزيد من العمل وتقوية الصف والترابط والتلاحم خلف القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وهذا هو جوهر الانتماء ومعنى الوفاء، وفي ذلك يطول الحديث عن نعم الله على مملكة الخير وما يستوجبه الانتماء والولاء من مضاعفة البذل بجد وإخلاص، ليظل نهر العطاء متجددا، خاصة في عصر أصبح فيه التحدي الأكبر هو التطور المحصن بالوعي الوطني. هاهو وطننا يزدان بحب أبنائه وبناته، شيبة وشبابا، وأجيال ترنو إلى المستقبل وهي تتغذى بهذا الحب لوطنهم عزة وكرامة، وفي بريق عيونهم وفرح احتفائهم دليل عافية الوعي الوطني. كل عام والوطن في أمن وازدهار.