** الوطن قبلة على جبين الأرض، هو أجمل قصيدة شعر في ديوان الكون، قال أحد المترعين بحبه: «لست آسفاً إلّا لأنني لا أملك إلّا حياة واحدة أضحي بها في سبيل الوطن». ** هذا هو الوطن في المطلق فما بالك إذا كان استثنائيا.. متفردا.. كحال بلدنا.. بقدسية أراضيه.. وبمكوناته العظيمة قيادة وأرضا وشعبا قيادات تعمر الأرض وتحفظ العرض وتصنع التاريخ ** وأرض هي مهبط الوحي ومهد الرسالات وقبلة العالمين. حباها الله بكل الخير ودعا لها أبو الأنبياء بأن تكون بلدا آمنا مطمئنا فاستجيب الدعاء. وشعب عميق الجذور أصيل في وفائه ونبيل في ولائه. ...... كثيرون.. ربما لا يدركون ماذا يعني وطن بهذه السمات والخصائص لأبنائه. ولا يعون متانة الجسور التي امتدت عبر سنوات طويلة بين قادته وبين مواطني هذه الأرض الطيبة المعطاءة. مدعومة بالحب والرضا ومكسوة بتراضٍ اجتماعي فُطر عليه أهل المملكة وتوارثوه جيلا بعد جيل. فدائما في كل المواعيد الوطنية الهامة والمنعطفات الحاسمة يقفز خيار الولاء كالجواد الأصيل ليكسب الرهان. ** في المقابل.. ومثل كل مرة يثبت وطننا أنه يزداد شموخا كلما تزايدت التحديات من حوله وكلما تكالب عليه الحاقدون وعلا نباحهم ومتى أراد به الباغون العادون شرا. ظلت اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب في كل تلك الملمات عنوانا بارزا لمسيرة وطن يرفض أن يمس في دينه وقيادته ووحدته وفي سلامه الاجتماعي وتصالحه مع نفسه.. ومع كل محبي السلام من حوله. ...... في الأيام الماضية وكلنا يعلم أراد الأعداء أن يوقدوا نار فتنة رتبوا لها بخيال مريض يجهل إنسان هذا الوطن ويتجاوز بغباء فج مكوناته وطبيعته وارتباطه الوثيق بقيادته. - ويسعى لزعزعة قناعاته الراسخة بأن تلك القيادة الحكيمة وبفضل الله هي من حفظت لأرض الحرمين الشريفين حرمتها وقدسيتها وجلالها. ومن بذلت الغالي والنفيس ليبقى هذا الوطن والمواطن عزيزا أبيا شامخا عصيا على الفتن والمؤامرات والدسائس. فعلوا ذلك ولم يخطر ببالهم أن موعدهم تحول ليوم تجديد الحب وتعزيز الانتماء وزيادة التلاحم. لقد كان يوما لتقديم درس مجاني للعالم كله في معاني الوطنية وقيمها، بل ونموذج لمعاني الحب الراسخة تجاه الأوطان. والأجمل في ذلك كله.. أنه صادف استعدادنا للاحتفال باليوم الوطني والذي يهل علينا عزيزا غاليا السبت القادم. - ويقينا هي مناسبة لإعلان الحب والوفاء وتأكيد الولاء النابع من القلب لهذه الأرض وقيادتها الحكيمة وهي تقودنا في طريق النماء والخير والسلام. ولا عزاء للمرجفين والمرتزقة والمارقين.