كتاب طريف صدر هذا العام عنوانه (كل ما أريد معرفته عن دونالد ترمب حصلت عليه من تغريداته). الكتاب من تأليف الطبيب النفسي جون غارتنر وراشيل موتنغمري. ويتضمن تحليلا لشخصية الرئيس الأمريكي ترمب من خلال تحليل 34 ألف تغريدة من تغريداته. في مقدمة الكتاب يقول المؤلفان إن مجرد وجود هذا العدد الكبير من التغريدات، يبعث على الشك في السلامة النفسية لصاحبها. وقد تضمن الكتاب استعراض تغريدات ترمب وتحليلها والخروج من ذلك بتشخيص لبعض الأمراض النفسية التي يعاني منها. يقول المؤلفان إنهما من خلال تحليل تغريدات ترمب يمكن تشخيصه بالإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل النرجسية والغرور وجنون العظمة، فهو كثيرا ما يكرر في تغريداته الثناء على نفسه، والتباهي بها كقوله: إنه أكبر خبير في العالم، وإن لا أحد يعرف أكثر منه، وإن مستشاره الأول (نفسه) لأن له عقلا جيدا يغنيه عن استشارة الآخرين، وإنه يبز الآخرين بصورة فريدة، وهو وحده القادر على إنجاز ما يعجز عنه غيره، وغير ذلك. وحسب ما يقوله الكتاب فإن النرجسية في بعض الأحيان تصاحبها عدوانية وسادية وقسوة في التعامل مع الآخرين، وإن ذلك كله يظهر في تغريدات ترمب الموجهة ضد خصومه، فهو كثيرا ما يصف خصومه بالكذب والضعف والغباء، أما حين يكون الخصوم إناثا فإنه يضيف إلى ذلك وصفهن بالقبح، مثل رده على اتهامه بالتحرش بإحدى النساء، حيث قال: «لن تكون خياري الأول». أي أن مظهرها لا يدفعه إلى التحرش بها، بمعنى أنها لو كانت أجمل لفعل! ومثل قوله لمن سأله عن منافسة له في الانتخابات: «انظر إلى وجهها» «هل يمكن لأحد أن يصوت لهذا الوجه!» «هل تستطيع تخيل أن مثل ذلك الوجه يكون وجه الرئيس القادم؟». فكرة الكتاب أعجبتني، وهي تحليل الشخصيات من خلال التغريدات التي يدونها صاحبها، ووجدتني أسال نفسي ما الذي ستخبرنا به نتائج تحليل آلاف التغريدات التي تطالعنا صبيحة كل يوم؟ وكم سنجد بين أصحابها من المرضى النفسيين ومضطربي الشخصية والعدوانيين وغيرهم؟ بطبيعة الحال ليس مهما تحليل ما يدونه عامة الناس، فالعامة لا تعنينا تغريداتهم طالما أنهم لا يتصدرون لدور قيادي ولا تأثير عاما لهم، ما يهم حقا، هو تحليل تغريدات الدعاة والمثقفين والمسؤولين وأساتذة الجامعات وأمثالهم ممن لهم دور في قيادة المجتمع ويتركون أثرا واضحا على عامة الناس. [email protected]