حملت لنا الأخبار أن الفنانة التشكيلية سهام المليح تمكنت من استغلال فنها ورسوماتها في علاج ابنها المصاب بمرض التوحد (من خلال استغلال فرط الحركة لديه وتفريغ طاقته بالألوان والرسم، وحفظ جميع درجات الألوان)..واقترحت على الأسر التي لديها أطفال توحديون أن يجربوا الرسم لأثره الواضح في المعالجة. وقد دخلت الفنون كوسيلة لعلاج بعض الأمراض من خلال تجارب أشخاص آمنوا بقوة تغلغل الجانب الجمالي الفني للنفوس وتحركيها من ركودها خصوصا في جانبها النفسي، والعلاج بالفنون كالموسيقى أو الفن التشكيلي أخذ في التنامي بعد ظهور المدرسة البريطانية والأمريكية للعلاج النفسي.. ومرض التوحدي المعروف طبيا باسم الاوتزم اختلف الأطباء حول مسبباته، فمنهم من يرى أنه مرض وراثي ومنهم من يرى أنه مرض نفسي يؤدي إلى تكاسل في النمو العقلي وأن تواجده بنسبة واحد لكل 100 مولود...بينما (أكدت دراسة حديثة لمركز فيصل التخصصي والأبحاث في الرياض أن الأطفال الذين تم تشخيص حالاتهم وأثبتت الفحوصات إصابتهم بمرض «التوحد» في المملكة يتجاوز عددهم نصف مليون طفل، إذ يصاب كل طفل من بين 55 طفلا بالتوحد، وتكثر الإصابة في الذكور عن الإناث بمعدل 4: 1). وبالنسبة الأخيرة التي ذكرها مركز الملك فيصل التخصصي يكون مرض التوحدي متواجدا في البلاد بصورة أكبر مما كان متوقعا وفي الوقت نفسه يقابله إهمال مريع في العلاج، فهذا المرض لم يدخل إلى جدول وزارة الصحة بصورة واضحة وحاسمة من خلال الاعتراف به كمرض تعاني منه كثير من الأسر السعودية لارتفاع تكاليف علاجه، وظهرت عيادات خاصة تتربح على هذا المرض واستنزاف دخول المواطنين بأسعار باهظة لا تقوى على تحملها الأسر ذات المداخل المتواضعة، ومن يقدر حمل مريضه الصغير (أو الكبير) إلى دول الجوار، ومن لم يستطع استسلم لطرق أبواب الدجل المختلفة، فسمعنا عن وجود أعشاب طبيعية شعبية لها مفعول السحر لمرضى التوحدي مع أن المختبرات الطبية أثبتت أن تلك الأعشاب ضارة وسامة على من يستخدمها، ومع ثورة أبوال الإبل كعلاج تدافعت بعض الأسر بتقديم أفواه مرضاها كمجرى مائي لإعادة تدوير بول الإبل.. حدث هذا والكل يشاهد هذه المهزلة من غير أن تحدث نسبة تواجد مرض التوحدي في البلاد أي جهد مماثل لمعاونة المرضى وأسرهم الذين تتفتت أكبادهم بالألم والحسرة.