نشرت الأخت أحلام علاقي مقالاً في «عكاظ» بعنوان «التنمر في المدارس»، تناولت فيه التنمر في المدارس، وأعقب في مقالي هذا على الموضوع، فالتنمر والسلوك العدواني من بعض الطلاب في مدارسنا وخاصة المرحلة المتوسطة والثانوية بدأ ينتشر بينهم في الوسط المدرسي وكما نعلم أن هؤلاء الطلاب ينحدرون من ثقافات وموروث مجتمعي يختلف من منطقة لأخرى، فهم يلتحقون بالمدرسة وهي المجتمع الثاني بعد الأسرة وهي النواة الأولى للمجتمع فتندرج هذه الثقافات والموروثات في الوسط المدرسي كل حسب تربيته وتنشئته فيها الإيجابي والسلبي فنجد التنمر والسلوك العدواني من بعضهم ضد بعضهم الآخر فقد يستمر هذا التنمر وهذا السلوك وتقليد ومحاكاة بعض الطلاب لبعضهم، إذا لم يعالج هذا السلوك المضاد للوسط المدرسي سواء من الطلاب أو ضد هيئة التدريس في المدرسة. والشخص القادر على علاج هذه المشكلة في بدايتها هو «الأخصائي الاجتماعي» المدرسي وليس المشرف أو المرشد الطلابي مع احترامي له لأنه غير مختص ولم يدرس العلوم الاجتماعية من علم نفس أو علم اجتماع أو تخصص خدمة اجتماعية. وكل ما أعرف أن وظيفة المرشد الطلابي تسند لأحد المدرسين، رغم أن الأخصائي الاجتماعي أو الباحث الاجتماعي أو الطبيب الاجتماعي هو الأقدر على تشخيص هذه المشكلة والمساعدة في حلها وعدم تكرارها، فهو بهذا التشخيص الذي يعتمد على دراسة الحالة من جميع جوانبها (الذاتية والأسرية والجيرة والنواحي الاقتصادية والرفاق والأصدقاء سواء في البيئة الطبيعية أو بيئة المدرسة)، وبعدها يمكن له أن يضع التشخيص والدوافع لهذا السلوك العدواني والتنمر، ومن ثم يضع خطة العلاج ومتابعتها. أما الاكتفاء بأخذ التعهد على بعض الطلاب بعدم تكرار الإتيان بمثل هذا السلوك من بعض الطلاب فلن يحل المشكلة وستبقى قائمة. ولا أتفق مع الكاتبة حول ما ذهبت إليه بإخضاع الطالب المعتدى عليه للعلاج النفسي، لأنه سيدخله في متاهات نفسية كبيرة، وأذكر أني اقترحت سابقا على وزارة التعليم تطبيق «الخدمة الاجتماعية المدرسية»، وأنا أكتب هذا باعتباري متخصصا في العلوم الاجتماعية والخدمة الاجتماعية وخبرة ميدانية لأكثر من 35 عاما في المؤسسات المدرسية والمؤسسات الإصلاحية. * عضو هيئة الصحفيين السعوديين [email protected]