السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد: أشير إلى ما نُشر في جريدة الجزيرة الغراء يوم الأربعاء الموافق الثاني من شهر شعبان لهذا العام (1436ه) بعنوان (طالب يطعن معلماً ضربه قبل ثلاث سنوات)، حيث ذُكر في الخبر أنَّ المدرس (أبو الراشد حسين مكبش)، المعلم في إحدى المدارس التابعة لتعليم صبيا أن تعود عليه ضربة وجهها لطالب قبل ثلاث سنوات بطعنه انتقاماً منه وسط اندهاش زملائه المعلمين الذين قاموا بإسعافه مباشرة إلى المستشفى، ومن ثم القبض على الجاني من قبل المدرسين ومن ثم تسليمه للجهات المختصة. وهنا أكتب وأقول.. كم كتبت عن هذا الموضوع من حيث اعتداء الطلاب على معلميهم، إما بالضرب أو الطعن أو تكسير وتخريب سياراتهم، ونذكر الاعتداء الذي حصل على المعلم (البرناوي) في المنطقة الجنوبية وأدى هذا الاعتداء من أحد الطلاب إلى وفاة المعلم، وقد ناديت بتطبيق مبادئ (الخدمة الاجتماعية المدرسية) من قبل الأخصائي الاجتماعي، لأنه هو الذي درس العلوم الاجتماعية من علم النفس وعلم الاجتماع والتي تصب في الخدمة الاجتماعية، لأن الخدمة الاجتماعية علم ومهنة، أما (المرشد الطلابي) - مع احترامي له - والمطبق في أغلب المدارس (الابتدائية والمتوسطة والثانوية) ليس مؤهلاً لعلاج مشكلات الطلاب والسلوك المضاد للمجتمع في الوسط المدرسي، إنه معلم لإحدى المواد ومن قدماء المعلمين أسندت إليه هذه المهمة، لأن المرشد الطلابي لا يستطيع بحث مشكلات الطلاب والسبر في أغوارهم، خلاف (الأخصائي الاجتماعي المدرسي) الذي هو مؤهل لدراسة (حالة الطالب النفسية والاجتماعية والأسرية والبيئية، لمعرفة دوافع المشكلة والسلوك المضاد للطلاب بعضهم بعضاً، أو السلوك والعنف ضد المعلمين، حتى يجمع معلومات حول المشكلة ومن ثم يشخص المشكلة وهذا الاعتداء، ومن ثم يرسم خطة العلاج التي قد تشمل الطالب أو المدرس أو زملائه الآخرين، ويتابع هذه الخطة حتى يضمن علاجها وعدم تكرارها. فهذا الاعتداء الذي حصل من الطالب - كما ذكر (في الجريدة) - على المعلم بطعنة ناتج عن حقد وانتقام من هذا المعلم الذي ضربه قبل ثلاث سنوات، فهو لم ينس (هذه الضربة)، والمعلم اعتقد أن كل شيء انتهى، وأن الموقف قد نُسي، لكن الطالب أخفى حقده وانتقامه من هذا المعلم حتى وجد الوقت المناسب والدافع النفسي الذي هيأ له الظروف فقام بفعلته، فلو أن هناك (أخصائياً اجتماعياً) في هذه المدرسة عندما حصل موقف الضرب ثم بحثه من قبل الأخصائي الاجتماعي لمعرفة الأسباب من الطرفين (المعلم والطالب) وقام بعلاج الموقف والمشكلة لانتهى كل شيء في وقته، لكن هذا لم يحصل لذا فإنني أهيب برجال التربية والتعليم وعلى رأسهم وزير التعليم (عزام الدخيل) بأن يعطوا مهنة الأخصائي الاجتماعي حقها في كل مدرسة، وفي جميع المراحل، بتعيين أخصائيين اجتماعيين بهذه المدارس، لاسيما أن هناك آلاف الخريجين والخريجات من أقسام الخدمة الاجتماعية وكلياتها ينتظرون التوظيف والتعيين، لأن المدرسة تربية وتقويم سلوك قبل أن تكون تلقيناً وتعليماً وحواً للأذهان من أجل النجاح فقط.. والله من وراء القصد. آخر الكلام: (يقول الشافعي رحمه الله): - مندل عبدالله القباع