كشف الأمين العام للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن البروفسور زياد أبوغرارة ل«عكاظ»، أن التلوث البيئي على شاطئ البحر يقتصر على المناطق القريبة من مصبات الصرف الصحي، وأنه لا يمكن تعميم التلوث على جميع سواحل المملكة، وأوضح أن نوعية المياه والأحياء البحرية على سواحل السعودية تعتبر جيدة وفقا للرصد البيئي الذي أجرته هيئة البحر الأحمر مع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وأكد أبوغرارة أن تأثير الصرف الصحي يعتمد على نوعية المياه بعد المعالجة والتي تحددها كفاءة وأداء محطة المعالجة، والأضرار تشمل المخزون السمكي والأحياء البحرية بشكل عام إلى جانب التأثيرات الصحية الناجمة عن نمو الطحالب السامة التي تزيد فرص وجودها في المناطق القريبة من مواقع التصريف. مشيرا إلى أن الهيئة تنفذ حالياً برنامج تعاون فني مع برامج الأممالمتحدة للبيئة لتقدير أحمال التلوث من محطات الصرف الصحي على سواحل البحر الأحمر ولديها خطة إقليمية للوصول إلى تصريف صفري بحلول عام 2020. ولفت الأمين العام للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر إلى أن خطط وبرامج إعادة استخدام المياه المعالجة يجب أن تسبق عملية اختيار أنظمة المعالجة ومواقع المحطات لتكون برامج إعادة الاستخدام قابلة للتنفيذ ويمكن الاستفادة منها في القطاع الصناعي والزراعي. ونوه عن تنفيذ برنامج بيئي مستدام لرصد نوعية وجودة المياه في شواطئ المملكة ودول الإقليم، مبينا أن مشروع الرصد عبارة عن محطة عائمة تقدم المعلومات الفورية على مدار الساعة عبر «الأون لاين»، وقد بدأت الهيئة بالمشروع في العقبة بالأردن على أن تعمم في جميع دول الإقليم، وتعمل هذه المحطة العائمة في تقديم جميع المتغيرات البيئية تحت وفوق الماء. وخلص إلى القول إن الهيئة نفذت المرحلة الأولى من مشروع المسح البيئي للنفايات المبعثرة والبلاستيك في شواطئ المملكة، وسيتم تنفيذ المرحلة الثانية في منتصف فبراير القادم والتي تغطي من الشمال إلى الجنوب، كما تنفذ الهيئة بالتعاون مع الأرصاد برنامجا للمحافظة على الشعاب والأحياء البحرية في جنوبجدة. وفي سياق مماثل، أوضحت أستاذ الطحالب التطبيقية المساعد بكلية العلوم ومؤسس ورئيس وحدة المنتجات الطبيعية البحرية الدكتورة فتون الصائغ ل«عكاظ» أن تفعيل نظام رصد الطحالب الضارة سيسهم في تخفيف نفوق الأسماك، وفكرة النظام تعتمد على رصد متكامل للعوامل البيئية المختلفة بالإضافة إلى التحليل البيولوجي للعينات وإيجاد الارتباطات ما بين هذه العوامل والأنواع البيولوجية. ويعتمد النظام كذلك على التدخل المبكر لمنع انتشار الطحالب السامة اعتمادا على منظومة متكاملة تشترك فيها الأقمار الصناعية، تحليل الصور، دراسة العوامل الكيميائية والفيزيائية وإدخال معادلات تلك العلاقات داخل النظم الحاسوبية التي تعمل على استشراف مواعيد تلك الظواهر بناء على البيانات. من جانبه اعتبر الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس وجود نظام لرصد المتغيرات في شواطئ المملكة ضرورة لمنع تكرار مشكلة نفوق الأسماك، مؤكدا أن أهم الإشكاليات التي تساعد على ازدهار ونمو الطحالب السامة هو وجود مصبات مياه الصرف الصحي حتى لو كانت معالجة، لأن درجة المعالجة قد تكون ضعيفة. وأكد أن إلقاء هذه المياه في البحر يسهم في تكون الطحالب السامة ويدفعها للعودة ثانية عبر الأمواج إلى الشواطئ ما يؤثر على الكائنات البحرية وخصوصا الأسماك الصغيرة التي تعتبر من أضعف الكائنات البحرية.