«الوضع محبط»، عبارة لرئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم البيئة الدكتورة رقية قشقري، لخصت وضع ساحل كورنيش جدة وبحيراته الصناعية من حيث ارتفاع معدلات التلوث فيه، محذرة في الوقت ذاته من كوارث بيئة بحرية جديدة في جدة. وقالت قشقري ل«الحياة»، على هامش الجلسة العلمية، التي عقدت أمس، في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة لمناقشة أسباب نفوق الأسماك في بحيرة النورس: «هنالك ست بحيرات في جدة مهددة بكوارث نفوق أسماكها وليست بحيرة النورس فقط، ونأمل بألا تكون هي البداية لسلسة من الكوارث البيئية على كورنيش جدة الذي يعاني من ارتفاع معدلات التلوث البيئي». وأشارت إلى أن ما حدث في بحيرة النورس من نفوق جماعي للأسماك كان نتيجة ارتفاع ترسب المواد العضوية، الذي بلغ 30 متراً في قاع البحيرة، وبحيرة النورس تعد من البحيرات الصناعية الموجودة على كورنيش جدة، ولها ممر مائي صغير لا يزيد على خمسة أمتار، ما أسهم في انخفاض كمية الأوكسجين في مياه البحيرة التي تعيش فيها الأسماك الصغيرة». ولفتت إلى أنه من الواضح أن هذا الممر أغلق بسبب انخفاض معدلات الأوكسجين في مياه البحيرة بشكل كبير. وبينت أن نتائج تحليل عينات البحيرة تشير إلى وجود ارتفاع كبير في الطحالب، وخصوصاً الطحالب التي تفرز السموم، والتي دخلت في خياشيم الأسماك الصغيرة، بجانب العوامل الأخرى مثل انخفاض الأوكسجين، وترسب كميات كبيرة من المواد العضوية الناتجة من مصبات الصرف الصحي في تلك المنطقة. ورأت أن أولى حلول إشكال نفوق الأسماك في بحيرة النورس هو توسيع ممرها المائي بحيث يضمن دخول كميات أكبر من الأوكسجين إلى مياه البحيرة، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود بين جميع الجهات المسؤولة للوصول إلى حلول نهائية لمشكلة تلوث مياه البحر في كورنيش جدة، ولا سيما أن هنالك ست بحيرات أخرى مهدده بحدوث كارثة بيئية في أي وقت». وبينت أن المجلس البلدي دعا إلى عقد عدد من ورش العمل وجلسات الحوار والنقاش الهادفة إلى وضع برنامج متكامل لحل إشكال التلوث البحري في جدة، وقالت إن جلسة أمس تعد الخطوة الأولى لمواجه كارثة التلوث البيئي في جدة في ظل وجود تخوف كبير على البيئة البحرية في المدينة. واعتبرت قشقري أن استمرار وجود مصبات مياه الصرف الصحي بهذه الطريقة يشكل خطورة على البيئة البحرية، والواضح من معدلات التلوث في مياه البحر وجود إشكال في المياه المعالجة التي تصب فيه، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تكون معالجة مياه الصرف الصحي ليست بالشكل الكافي مع ارتفاع معدل المواد العضوية المترسبة، أو أن هناك إشكالاً في فلاتر تلك المصبات، الأمر الذي يتطلب معاينتها والتأكد من سلامتها. وذكرت أن مياه البحر على شواطئ جدة تعاني من ارتفاع السموم فيها، وتغير تركيب مياه البحر من ناحية الخواص، سواءً أكانت كيماوية أم فيزيائية، مؤكدة أهمية إيجاد خطة متكاملة للحفاظ على البيئة البحرية في جدة.