انضمت روسيا والصين الى القوى الغربية يوم الخميس في الضغط على ايران كي تعالج المخاوف الدولية بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجها الدولي وذلك بعد يوم من إعلان طهران عزمها على التعجيل بعمليات تخصيب اليورانيوم. وأصدرت الولاياتالمتحدة والمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بيانا في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد ان أثارت ايران المزيد من التوتر في النزاع بالاعلان عن إسراعها في انشطتها النووية الحساسة. وبشكل منفصل قال سفير واشنطن في الوكالة ان خطة ايران الخاصة بالاسراع بانتاجها من اليورانيوم باجهزة طرد مركزي اكثر تطورا تظهر تحديها العميق للمطالبات الدولية بوقف التخصيب. ومن الممكن ان يستخدم اليورانيوم المخصب في توليد الكهرباء لكنه اذا زادت نسبة تخصيبه الى درجة معينة فمن الممكن استخدامه في صنع اسلحة نووية. ورد السفير الايراني خلال اجتماع عاصف لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأكد ان ايران ستتصدى للضغوط الغربية المتعلقة ببرنامجها النووي الذي تقول انه سلمي الاغراض. وشن السفير الايراني علي أصغر سلطانية هجوما لفظيا على المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو واتهمه بالانحياز مبرزا العلاقات التي يزداد توترها بين طهران والوكالة التابعة للامم المتحدة. وتبنى الياباني امانو نهجا أكثر حزما مع ايران من سلفه محمد البرادعي حيث قال في تقريره الاول بشأن ايران في مطلع العام الماضي انه يخشى ان ايران قد تعمل على صنع صاروخ مسلح برأس نووي. وقال سلطانية للصحفيين "انه لا يقوم بعمله. وبدلا من ذلك يمهد بتقاريره الطريق لمزيد من المواجهة بين الدول الاعضاء." لكن القوى الست الكبرى -- ومن بينها روسيا والصين اللتان كانتا اقل ميلا لمحاولة عزل ايران -- اتحدت لتلقي بثقلها وراء امانو الذي طالب طهران الشهر الماضي بالسماح لمفتشي الوكالة بالوصول الى المواقع النووية ولقاء المسؤولين الايرانيين والمساعدة في الاجابة على تساؤلات الوكالة. ورفضت ايران هذا الطلب. وقالت القوى الست في بيانها ان عدم اذعان ايران المستمر لالتزاماتها التي تفرضها عليها قرارات الاممالمتحدة بكبح انشطتها النووية والسماح بمزيد من تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد "عمق المخاوف" بشأن نواياها. وقال بيان الدول الست الذي قرئ في جلسة مغلقة "ندعو ايران الى التعاون بشكل كامل مع الوكالة. "يجب حل المسائل المعلقة حتى يتم استبعاد وجود ابعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني". ولم يشر البيان الى خطط ايران الخاصة بالتوسع في تخصيب اليورانيوم. وجاءت هذه البيانات امام اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة بعد يوم واحد من اعلان ايران عن رفع قدرتها على انتاج اليورانيوم المخصب لدرجة أعلى الى ثلاثة أضعافها. وقالت ايران يوم الاربعاء ايضا انها تعتزم نقل انتاج اليورانيوم من منشأة نطنز النووية للتخصيب الى موقع محصن من هجمات جوية امريكية واسرائيلية محتملة في فوردو في وقت لاحق هذا العام. وتشعر القوى الغربية بالقلق حيال تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى لانه يقرب ايران خطوة أخرى من انتاج وقود يحتمل استخدامه في صنع القنابل الذرية. وقال المبعوث الامريكي جلين ديفيز ان الخطة الايرانية "أحدث مثال وقح لتماديها في عدم الالتزام." واضاف في بيان امام مجلس محافظي الوكالة "محاولات ايران لصنع رأس حربي نووي... تتطلب الانتباه الموحد للمجتمع الدولي." ولم تكشف ايران عن وجود موقع فوردو الجبلي قرب مدينة قم سوى في سبتمبر أيلول 2009 بعد أن رصدته مخابرات غربية. ولم تستبعد الولاياتالمتحدة واسرائيل امكانية شن عمل عسكري ضد المنشات النووية الايرانية اذا فشلت السبل الدبلوماسية في حل النزاع المستمر منذ ثماني سنوات. وتسبب رفض ايران وقف تخصيب اليورانيوم في فرض الاممالمتحدة لاربع جولات من العقوبات عليها. وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم الى مستوى 3.5 في المئة بغرض توليد الكهرباء والى مستوى 20 في المئة للاغراض الطبية. لكن قرارها العام الماضي برفع مستوى تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة وهو مستوى اعلى من المطلوب لتوليد الكهرباء اثار قلق الغرب لانه سيقرب ايران بشكل كبير من نسبة 90 في المئة التي تناسب صنع الاسلحة النووية.