قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران وسعت تخصيب اليورانيوم. وأعطت الوكالة في تقرير لها تفصيلات لبعثتها لطهران هذا الأسبوع، حيث أخفقت طهران في الرد على إجراء أبحاث لها صلة بالأسلحة النووية في ضربة للاستئناف المحتمل للمحادثات الدبلوماسية التي كان يمكن أن تساعد في تهدئة المخاوف بشأن نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط. وسيزيد هذا التقرير مخاوف إسرائيل من مضي إيران قدمًا في خططها لامتلاك قنابل نووية. وقالت الوكالة في تقرير ربع سنوي بشأن أنشطة إيران النووية: إن «الوكالة مازالت تساورها مخاوف جدية بخصوص أبعاد عسكرية محتملة لبرنامج إيران النووي». وتؤكد زيادة إيران للنشاط الذي يمكن أن يكون له أغراض مدنية وعسكرية في آن واحد، أنها لا تنوي التراجع في نزاع يدور منذ فترة طويلة مع الغرب وأثار مخاوف نشوب حرب. وعززت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي مكاسبها بدعم من تقرير الوكالة الدولية الذي زاد المخاوف من تصاعد التوتر بين إيران والغرب. وارتفعت عقود الخام الأمريكي أكثر من دولارين لتسجل أعلى مستوى أثناء التداول في تسعة أشهر. وقال البيت الأبيض: إنّ تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد خرق إيران لقرارات مجلس الأمن الدولي ببرنامجها للتخصيب النووي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان: «توضح تصرفات إيران عند دمجها مع مواصلة مماطلتها للمفتشين الدوليين لماذا أخفقت إيران في إقناع المجتمع الدولي بأن برنامجها النووي سلمي». وقال التقرير: إن ايران زادت منذ أواخر العام الماضي عدد أجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم بنحو الثلث. وتقول طهران: إن برنامجها مخصص للأغراض المدنية وتنفي السعي لإنتاج أسلحة نووية. وقال سفير إيران لدى الوكالة الدولية: إن التقرير برّر موقفها وأصر على أن طهران لا تنوي التخلي عن برنامجها النووي. ونقلت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية عن السفير علي أصغر سلطانية قوله: «أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن جميع أنشطة إيران النووية تحت إشراف الوكالة. إنه يظهر مجددًا أن أنشطة إيران النووية سلمية». ولم تعلق إسرائيل التي هددت بشن ضربات استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية على التقرير بشكل فوري. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من أن الأبحاث النووية الإيرانية يمكن أن تدخل قريبًا ما وصفها «بمنطقة حصانة» بحيث تكون محمية من أي عمليات تعطيل من الخارج. وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أمس: إن التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية زاد القلق بشأن الأغراض الحقيقية لبرنامج إيران النووي. . وقالت متحدثة باسم اشتون في بيان: «تزيد نتائج هذا التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية المخاوف بشأن الطبيعة السلمية الحصرية للبرنامج النووي الايراني». واضافت مايا كوسيانيتش: «نأسف لعدم تعاون إيران بشكل كامل مع جهود الوكالة لحل القضايا المعلقة بما فيها تلك التي تشير إلى ابعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي». وقالت: «على إيران تبديد كل المخاوف القائمة وبناء الثقة في طبيعة برنامجها النووي». وقال مسؤول مطلع على تحقيقات الوكالة: إنَّ تقريرها السري قال إن ايران زادت منذ أواخر العام الماضي إلى الثلاثة أمثال إنتاج اليورانيوم المخصب إلى مستوى يقربها بشدة من المواد التي تستخدم في صنع أسلحة نووية. وأضاف التقرير أن هناك خلافات كبيرة بشأن كيفية معالجة القضية وأن إيران رفضت مخاوف الوكالة ووصفتها بأنها «بلا أساس». ولا توجد اجتماعات أخرى مزمعة. وزادت تلك الانتكاسة القلق من الانزلاق إلى صراع بين إيران والغرب ودفعت أسعار النفط للارتفاع. أمانو يطالب بالسماح بالدخول لموقع بارشين وحث يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية إيران في التقرير على السماح «بالدخول مبكرًا» إلى موقع بارشين العسكري القريب من طهران. وأظهر التقرير أن إيران وسعت بدرجة كبيرة الأنشطة في محطة التخصيب الرئيسية قرب مدينة نطنز في وسط البلاد وزادت أيضًا النشاط في منشأة فوردو تحت الأرض. وقال التقرير: إن 52 مجموعة من أجهزة الطرد المركزي يضم كل منها نحو 170 جهازًا تعمل حاليًا في منشأة نطنز ارتفاعًا من 37 مجموعة في نوفمبر. وأضاف أن نحو 700 جهاز طرد مركزي تعمل حاليًا في منشأة فوردو على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة والاستعدادت جارية لتركيب مزيد من الأجهزة. ومنشأة فوردو مبعث قلق خاص للغرب وإسرائيل، مع نقل طهران الجزء الأشد حساسية في نشاطها النووي وهو تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقربها بشدة من المواد التي يمكن استخدامها في صنع أسلحة إلى الموقع. وتشير تقديرات إلى أن المنشأة تقع على عمق 80 مترًا من التربة والصخور مما يعزز حمايتها من أي ضربات عسكرية إسرائيلية أو أمريكية. وأظهر تقرير الوكالة الدولية أن إيران أنتجت نحو 110 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصّب لمستوى 20 في المئة منذ مطلع 2010. ويقول خبراء غربيون: إن انتاج سلاح نووي يحتاج نحو 250 كيلوجرامًا منه.