صدقت رئاسة محاكم منطقة نجران اعترفات رجل أمن يعمل بسجن نجران العام ومتهمين آخرين بعد تورطهم في تهريب مخدرات كانت معدة للبيع وسط عنابر نزلاء شعبة نجران العام "3 جمادى الآخرة من العام الماضي"، ووجه اتهام لرجل الأمن بخيانة الدين والوطن ونكثه بالقسم العسكري مقابل رشوة 40 ألف ريال، وذلك بعد أن أنهت اللجنة المشكلة من قبل أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله، الأسبوع الماضي، تحقيقاتها وكتابة تقريرها النهائي عن القضية التي انفردت "الوطن" بنشر تفاصيلها في حينه. وأكد مصدر رسمي ل"الوطن" أمس: أن اللجنة المكونة من عضو هيئة التحقيق والادعاء العام ومندوب من المباحث الإدارية ومكافحة المخدرات وإمارة المنطقة أنهت عملها داخل شعبة السجن العام بعد أن طالت التحقيقات عددا من رجال الأمن ونزلاء الشعبة. وأضاف: أنه ثبت للجنة تلقي أحد رجال الأمن - تحتفظ "الوطن" باسمه - رشوة مالية تقدر ب 40 ألف ريال مقابل إدخال 1055 حبة كبتاجون و220 جراما من الحشيش المخدر، وتم إيداعها في حسابه البنكي بعد أن وافق على إدخال المخدرات وتسليمها من قبله إلى أحد نزلاء السجن بقصد ترويجها وبيعها على نزلاء عنابر السجن العام بنجران، فيما لعب نزيل آخر - تحتفظ "الوطن" باسمه - دور الوسيط بين رجل الأمن والنزيل مستقبل المخدرات. وأكد المصدر أن الجهات الأمنية نجحت في تسهيل إدخال رجل الأمن الكمية إلى مستقبلها من نزلاء السجن ومن ثم إجراء تفتيش دقيق قبض من خلاله على المخدرات ومستقبلها ورجل الأمن الذي وجه له اتهام فيما بعد بخيانة الدين والوطن ونكثه للقسم العسكري ومخالفته لنظام السجن والتوقيف واستغلال نفوذه الوظيفي وإساءة استخدام السلطة. وعلمت "الوطن" أنه ثبت لدى لجنة التحقيق نجاح السجين نفسه في إدخال 1400 حبة كبتاجون وربع كجم من مادة الحشيش المخدر سابقا إلى عنابر شعبة السجن العام وبيعها على النزلاء بنفس الطريقة التي تم إحباطها في العملية الأخيره. وكانت اللجنة قد سجلت اعتراف أحد رجال الأمن العاملين في سجن نجران العام بتلقي رشاوى لإدخال أكثر من ألف حبة كبتاجون مخدرة وكمية من الحشيش إلى عنابر السجن، فيما طالت التحقيقات رجال أمن آخرين ونزلاء في السجن متهمين بتشكيل عصابة لبيع وترويج المخدرات بين السجناء، وتلقي رشاوى، وإساءة استخدام السلطة. وحسب التفاصيل التي انفردت بنشرها الوطن في31 اكتوبر 2010 تعود الخيوط الأولى للقضية لاشتباه وحدة البحث والتحري التابعة لشعبة السجن العام برجل أمن حضر لاستلام خفارته قبل الموعد بنصف ساعة رغم غيابه قبلها عن العمل لمدة خمسة أيام، وكان يبدو عليه الارتباك، فتمت مراقبته منذ دخوله بوابة السجن ولوحظ قيامه بإخفاء شيء لم يعرف إلا فيما بعد داخل موقع معين. وبعد مغادرة رجل الأمن تم تفتيش الموقع واتضح أنه حاول إخفاء كمية من المخدرات تبلغ 1050 حبة كبتاجون، و220 جراماً من الحشيش، وعند التحقيق معه اعترف بأنه كان يريد تسليمها لأحد السجناء، وأنه قبلها بيوم استلم مبلغا من المال تم إيداعه في حسابه.