واصلت لجنة مكونة من عدة جهات أمنية أعمالها ظهر أمس داخل شعبة السجن العام بمنطقة نجران للتحقيق مع عدد من رجال الأمن والسجناء المتهمين بتشكيل عصابة لبيع وترويج المخدرات وسط عنابر السجن وتلقي رشاوى وإساءة استخدام السلطة. وكشف مصدر مسؤول في تصريح له أن أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وجه بتشكيل لجنة مكونة من عدة جهات أمنية، منها مكافحة المخدرات وهيئة التحقيق والادعاء العام وإدارة سجون المنطقة والمباحث الإدارية، وذلك على خلفية إحباط مرور حبوب "كبتاجون" مخدرة كانت معدة للبيع وسط عنابر نزلاء شعبة السجن العام في الثالث من جمادى الآخرة الماضي، حيث تواصل اللجنة تحقيقاتها تمهيدا لرفع التقرير النهائي إلى أمير المنطقة. وقال المصدر إن اللجنة المشكلة للتحقيق واصلت حتى ظهر أمس أعمالها داخل شعبة السجن العام، وتوصلت إلى اعتراف أحد رجال الأمن العاملين داخل السجن بتلقي مبلغ مالي، وقيامه بمحاولة تمرير أكثر من ألف حبة كبتاجون وكميات من مادة الحشيش المخدر، لتسليمها إلى أحد نزلاء السجن. ويواجه رجل الأمن بهذا الاعتراف تهمة تلقي الرشوة وسوء استخدام السلطة. وأضاف أنه يتم التحقيق مع رجال أمن آخرين، مع إدانة نزيلين آخرين بتهمة ترويج المخدرات داخل العنابر، حيث يتم بيع الحبة الواحدة من الكبتاجون بمبلغ 100 ريال داخل السجن، أي أن مجموع مبلغ صفقة المخدرات التي تم ضبطها يتجاوز 100 ألف ريال. واوضح مدير سجون المنطقة العقيد علي بن أحمد الشهري، أنه في الثالث من جمادى الآخرة من العام الجاري اشتبهت وحدة البحث والتحري بشعبة السجن العام في رجل أمن حضر لاستلام خفارته قبل الموعد بنصف ساعة، رغم غيابه قبلها عن العمل لمدة خمسة أيام، وكان يبدو عليه الارتباك، فتمت مراقبته منذ دخوله بوابة السجن ولوحظ قيامه بإخفاء شيء لم يعرف إلا فيما بعد داخل موقع معين. وقال الشهري: بعد مغادرته، تم تفتيش الموقع، واتضح أن رجل الأمن كان يحاول إخفاء كمية من المخدرات تبلغ 1050 حبة كبتاجون، و220 جم من الحشيش، وعند التحقيق معه اعترف بأنه كان يريد تسليمها لأحد السجناء، وأنه قبلها بيوم استلم مبلغا من المال تم إيداعه في حسابه. ومضى العقيد الشهري في تفاصيل الخيط الأول للتحقيق الذي ما يزال يتواصل في سجن نجران، قائلا: على الفور، تم توجيه وحدة البحث والتحري بإتاحة الفرصة لإخراج النزيل المستقبل للكمية للقبض عليه متلبسا، وقام رجل الأمن المتهم بلقاء النزيل وإبلاغه أن كمية المخدرات موجودة في الموقع المتفق عليه، وبعد التأكد من استلامه لها قامت إدارة شعبة السجن العام بإجراء تفتيش سريع على العنابر والقبض على الكمية ومستقبلها بحضور مندوب عن إدارة مكافحة المخدرات بالمنطقة ومتابعتي الشخصية، ومشاركة مدير الأمن والحماية النقيب سعد بن صالح القحطاني، ومساعد مدير شعبة السجن النقيب نايف بن علي القحطاني. ونوه مدير سجون المنطقة بما يوليه أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله لأعمال إدارة السجون، والعمل على تأمين أجهزة دقيقة لكشف الممنوعات من مخدرات أو أسلحة ساهمت في اكتشاف العديد من المحاولات الدنيئة لإدخال الممنوعات إلى عنابر السجن العام، منها خمس محاولات كان المروجون يستغلون خروجهم للخلوة الشرعية ثم يخفون فيها الكميات داخل أحشائهم، وتم القبض عليهم والتعامل مع القضية في حينها. واختتم العقيد الشهري بالقول إن رجل الأمن المتهم في القضية مسجون رهن القضية داخل السجن الذي كان يعمل فيه، موجها دعوته لجميع النزلاء بأن يثمنوا ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من برامج إصلاحية وتعليمية ومهنية، مؤكدا أن "إدارة سجون المنطقة لن تأخذها لومة لائم في إحباط أي محاولة لإدخال الممنوعات إلى السجن العام سواء كانوا رجال أمن أو عمال أو متعهدي أغذية، وتقديمهم للعدالة".