ما زالت سوق تمور نجران منذ أكثر من 40 عاما تشتكي الإهمال، وضيق المكان، وتنقله من موقع سيئ إلى آخر عشوائي، في وقت طالبت كل من أمانة المنطقة ومركز أبا السعود أصحاب محال التمور بإخلاء موقعهم الحالي في حي أبا السعود إلى أماكن مجهولة، عقب نقلهم قبل عامين من موقع سبق أن شيدته الأمانة بطريقة عشوائية لا يصلح أصلا ليكون سوقا للتمور لضيق محاله، ليفاجأوا بتخصيصه للحرف اليدوية، ويستمروا في موقعهم الحالي، ليطالبوا في الوقت نفسه بإخلائه مرة ثانية إلى عدة مواقع مقترحة. وأبدى أصحاب محال التمور والباعة تذمرهم من عدم الالتفات لهم وتحقيق مطالبهم، بتوفير سوق ثابتة لهم، تتوافر فيها كل الترتيبات المطلوبة ليضمنوا عدم تعرض تمورهم للتلف. «عكاظ» رصدت مطالبة مركز شرطة أبا السعود ومندوب الأمانة أصحاب المحال بإخلاء موقعهم الحالي وتوقيع البعض منهم على أمر الإخلاء، إلا أنهم رفضوا ذلك دون تخصيص موقع لائق لهم، يحفظ تمورهم، ويعوضهم ماديا عن خسائرهم، ولم يكتفوا بذلك، بل رفضوا أيضا اقتراحات تدعو إلى تخصيص مواقع مؤقتة لمحالهم داخل حلقات الخضار الضيقة، لا تتعدى مساحة الواحد منها ثلاثة أمتار، في موقع رديء يختلط بالخضار ومخلفات الحلقة والروائح الكريهة. في الوقت نفسه، يردد بعض باعة التمور فكرة استئجار موقع آخر يخصص لهم من قبل أحد المستثمرين بإيجارات مكلفة على الغالبية. إلى ذلك، طالب بعض كبار السن من بائعي التمور؛ علي قاسم ويدعى أبو حمدة، عيضة العريف، علي مرجع، علي آل شهي، وعدد من مسوقي التمور على سياراتهم الخاصة، ومواطنتان كبيرتان في السن، ب«إيجاد سوق تابعة للأمانة، على أن تليق بالمنطقة والتاريخ العريق للتمور فيها»، وقالوا «إن التمور في المنطقة تتعرض للتلف بسبب عرضها مكشوفة في السوق للشمس والغبار بشكل يومي، إضافة إلى تعفن التمور بسبب الأمطار التي نحاول تفادي إتلافها للمنتج بتغطيته بالقماش والبلاستيك». وتساءل الباعة «لماذا ننقل بين فترة وأخرى، ولماذا يعدوننا في كل مرة بسوق جديدة ثم يتنصلون من ذلك؟ نأمل أن يجدوا لنا حلا بدلا من وضعنا داخل سوق حلقة الخضار، أو إجبارنا على الاستئجار من بعض المستثمرين. وكشفت ل«عكاظ» مصادر مطلعة في أمانة المنطقة ومركز إمارة أبا السعود عن تشكيل لجنة لتطوير منطقة القصر في حي أبا السعود، لافتة إلى أن موقع التمور من ضمن خطة هذا المشروع التطويري تحت إشراف مركز إمارة أبا السعود، وامتنعت المصادر عن إجابة سؤال حول عدم تحرك الأمانة منذ سنين لتخصيص موقع للتمور، كما هو ضمن مسؤوليتها كبقية مناطق المملكة. وبينت المصادر أن عددا من المواطنين المتضررين من نقل سوق التمور بصدد التحرك عبر أحد وجهاء القبائل للتدخل لحل المشكلة، بمطالبة أمين المنطقة الجديد المهندس فارس بن مياح الشفق، بتخصيص موقع للسوق وإنهاء معاناة باعة التمور.