يحلم تجار التمور في منطقة نجران أن يتغير وضع السوق الجديد الذي بنته أمانة المنطقة، حيث يرى الكثيرون أن السوق لا يمثل تاريخ وعراقة منطقة نجران في ظل افتقاره للعديد من المقومات. تجولت «عكاظ» في سوق تمور نجران واستمعت إلى مطالب باعة وأصحاب مزارع التمور النجرانية الذين وصفوا حالتهم بالمعاناة الممتدة لأكثر من 30 عاما، بالرغم من التطور الذي طال المنطقة إلا أن سوق التمور بحاجة إلى لفتة تجعله لائقا بتاريخ المنطقة وعراقتها. يروي علي قاسم أبو حمدة (90 عاما)، الذي يجلس بجوار تموره المبعثرة تحت خيمة من القماش المرقع جالسا على مخلفات الخشب وتحيط به أكياس التمور وأوعيتها المصنوعة من سعف النخيل، يقول أبو حمدة: «طردتنا الأمانة من موقعنا الأول لتبني لنا جديدا ثم تتركنا في العراء مع تمورنا». وزاد علي أبو حمدة: «نعاني من سوء حالة سوق تمور نجران العريق الذي لم يتطور مع مرور السنين، فتتلف التمور جراء الرياح، الغبار، والأمطار ولا أماكن تحفظه لنا كبقية أسواق المناطق». من جهته، أكد أحد باعة التمور أن السوق الجديد وتجهيزاته المتهالكة تسببت في خسائر باهظة تكبدها باعة التمور في المنطقة، فالسوق على حد وصفه مسقوف بالأشرعة التي مزقتها حرارة الشمس، ويفتقد السوق لأبسط مقومات النظافة الأمر الذي حدا بتجار التمور لعرض وبيع منتجاتهم مستخدمين سياراتهم الخاصة خشية الضرر الذي قد يلحق بتمورهم. ويضيف، لا يزال سوق تمور منطقة نجران بلا هوية بعد أن غيرت الأمانة موقعه القديم واستبدلته بموقع جديد لا يفي برغبات ومتطلبات تجار التمور، نظرا لضيق محال الموقع الجديد وعدم تمثيله لتاريخ نجران في هذا المجال. وأكد ناصر سالم اليامي أنه ضمن مجموعة ممن يسوقون منتجاتهم من التمور مستخدما سيارته الخاصة في ظل عدم وجود مكان ملائم لعرض ما لديهم بسبب ضيق المكان وسوء التنظيم. وأشار اليامي إلى عدم وجود سوق منظم ومخصص لبيع التمور في نجران، فالأمانة لم تعر الموضوع أي اهتمام، فقد نقلت السوق قبل نحو سنة من موقع سابق لتحسينه فكانت الصدمة بموقع ضيق لا يصلح لتجارة التمور. وأوضح ناصر بن حمد أن تمور نجران لا تزال مهملة ولم تقدر من قبل الأمانة المعنية بتخصيص مكان لبيع التمور وحفظ مكانتها وتاريخ نجران. ويضيف: «الوضع محرج وسيئ في هذا المكان المتراكم عليه مخلفات الخشب، ناهيك عن ضيق المكان الذي تحيط به مقرات حكومية، إضافة إلى منازل طينية قديمة مهجورة وطرق فرعية ضيقة لا تمثل سوقا تاريخيا لتمور نجران». أحد تجار التمور يعرض بضاعته على سيارته الخاصة هروباً من واقع السوق الذي لا يمثل طموحات التجار.