يعاني 6 أطفال من كل 1000 مولود من ضعف سمعي بدرجة معينة حسب الإحصاءات العالمية، غير أن الدراسات المحلية تشير إلى أن نسبة المواليد المصابين بدرجة من درجات ضعف السمع، هي اكثر من معدلاتها العالمية، ما يستدعي الاهتمام بهذا الأمر بشكل جدي وسريع. وتلعب العيوب والمشكلات الخلقيَّة دورًا كبيرًا في تأخر الكلام لدى الطفل أو إعاقة السمع، مثل أن يولد ولديه عيب في الشفاه، أو سقف الحلق، أو الفكين، وهناك اطفال يولدون مع امكانية السمع بأذن واحدة ،وهؤلاء يشكلون نسبة 1 الى 1000 وتكون عملية التشخيص في هذه الفئة هي الأعقد، بسبب التنبه لها في وقت متأخر، اما الذين يولدون ولديهم مشكلات السمع في الاذنين فهم بنسبة 1 الى 100.000 ويمكن ملاحظة حالة هذه الفئة مبكرا . ويقول الدكتور ماهر قباني نائب في طب وجراحة الانف والأذن والحنجرة بمستشفى دلة "المسار السمعي الكلامي موجود في الدماغ ويتطور في مراحل مبكرة من الطفولة ومرتبط جدا بالسمع، حيث يبدأ الطفل بعملية تسجيل الكلام عبر الدماغ الذي يعيد عملية البرمجة ،ومن ثم يمكنه نطق الكلمات المسجلة في الدماغ ، وفي حال تعذر عملية التسجيل بسبب الاعاقة السمعية فان الطفل لا يمكنه النطق" وأشار الى أن هناك سببين لمشكلة السمع عند الاطفال، الاول بسيط جدا ويكون بسبب السوائل خلف الاذن، والتي تعرف بالتهاب الاذن الوسطى المصلي أو الافرازي، وهذا النوع شائع بين الاطفال في المدارس بنسبة 4 من بين كل 10 طفل، ويتم سحب السوائل تحت تخدير عام ويتم وضع انابيب تهوية، وهي عملية تحدث تحسنا فوريا باعتبارها اسهل عملية يمكن اجراؤها لمثل هذه الحالة . وأوضح الى ان هناك نوعان لحالات نقص السمع، نقلي وعصبي، يمتد الأول حتى الاذن الوسطى والنافذة البيضية، ويتم تشخيصه بالفحص او الاختبارات السمعية، تتم معالجته مع او دون اللجوء الى اجراء عملية جراحية، تقديرا لمرحلة العمرية للطفل، فقط باستخدام السماعات الطبية صغيرة الحجم بمساحة 2 سنتيمتر والتي يتم تركيها خلف الاذن وتعطي نتائج جيدة . وفي حالة النوع الثاني " العصبي" يتم تحديد درجة نقص السمع، وما اذا كان خفيفا او متوسطا او شديدا او ربما منعدما بالكامل (صمم مطلق). ويتم الاكتفاء بتقديم النصائح للأهل في حالة الخفيف، أما في حالة نقص السمع المتوسط والشديد فيفضل اللجوء الى السماعات الطبية الحديثة التي تعمل على تحديد مستوى النقص من خلال الكومبيوتر، ومن ثم امكانية العلاج الذي يسهم في تحسين المجال السمعي، اما في حالة الصمم المطلق والكامل للاذنين فان الحل هو في زرع القوقعة وافضل تشخيص لهذه الحالة هو اختبار جذع الدماغ وذلك للقيام بزراعة القوقعة مبكرا وشدد على اهمية التشخيص المبكر في علاج حالات التأخر اللغوي لتحديد سبب التأخر اللغوي من خلال معرفة حالة الأم أثناء الحمل والولادة. مشيرا الى ان ما يعرف بالفحص الاعتباطي او العشوائي لكل مولود يسهم في عملية تقييم شاملة للطفل عند الولادة. وقال "نستخدم في المستشفيات جهازا دقيقا في عملية التشخيص وهو جهاز اختبار الجزع الدماغي والذي يعرف بجهاز ABR حيث يعتبر حجز الزاوية في عملية التشخيص ويتم اللجوء اليه في حالة عدم اجتياز المريض الاختبارات الاولية للفحوصات السمعية" . ونوه الدكتور ماهر قباني بالدور الكبير الذي يمكن ان تلعبه الأم باعتبارها كنز الطفل ويمكنها مساعدته على إكتساب اللغة داخل البيت، عبر توجيه انتباهه إلى الأصوات المختلفة مثل صوت جرس الباب والألعابً التي تصدر أصواتًا كصوت القطة والبطة وتشغيل لعبة تصدر صوتا مع حركة, وادخال مقاطع صوتية بسيطة في الكلام وتقليد الحركات والأفعال.