كرم الله سبحانه وتعالى بني أدم بالمطلق بغض النظر عن جنسه ودينه وقال تعالى (ولقد كرمنا بني أدم ) كما أن الإسلام خص أتباعه بالمكانة التي تليق بإيمانهم كذلك بغض النظر عن الجنس قال تعالى (ياأيها الذين أمنوا) ولذلك فكرامة الإنسان محفوظة وبالذات أثناء حياته . فما بالنا لا نراعي هذه القيمة الحضارية ونتعامل معها بما تستحقه . نتحدث عن دهس إنسان والتسبب في موته (الحوادث المرورية المرعبة ) ونرى عجز منفذي النظام عن تطبيقه لنرى الردع والزجر الذي هو هدف أي عقوبة يسنها الشرع أو النظام . للمرور نظامين قديم وجديد ولائحة تنفيذية طبعا نظم المشرع (الحوادث المرورية ودون عقوباتها) ففي النظام القديم نصت المادة -199- (كل حادث سير موجب للمسئولية ينتج عنه موت إنسان يعاقب المتسبب فيه بالسجن من ستة أشهر إلى سنتين. ولا تقل العقوبات عن سنة في حالة التكرار خلال خمس سنوات من ارتكاب الحادث.) بينما نصت المادة62من نظام المرور الجديد (كل من أتلف نفس إنسان كلا أو بعضا في حادث سير متعديا أو مفرطا يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة واحدة وبغرامة مالية لا تزيد عن عشرة آلاف ريال أو باحدى هاتين العقوبتين دون إخلال بما يتقرر للحق الخاص) وهنا نعود إلى المادة 61 من النظام نفسه (….. وإذا نتج من الحادث وفاة أو إصابة بدنية جسيمة وجب إيقاف السائق المتسبب مدة لاتتجاوز 72ساعة وللمحكمة المختصة تمديد هذه المدة ويتحتم في جميع الأحوال إطلاق سراح السائق فور تقديم كفالة غرمية أو حضورية أو وثيقة التأمين المطلوبة ….) ولأن النظام أحال تطبيق العقوبات إلى المحكمة المرورية التي لم تشكل حتى تاريخه وكذلك لم يفرق بين حالة مرتكب الحادث من حيث الظروف المحيطة (سكر سرعة تجاوز إشارة تفحيط …الخ) وبين الحوادث العرضية مما أدى إلى تفسير النظام بالأهواء ونرى مرتكب الحادث مطلق السراح بعد سويعات من الحادث وربما لم يتم تجميع اشلاء من دهسه . ولأن نظام المرور عندنا غير فعال ولم ينتج عن تطبيقه الزجر والردع تفاقمت الحوادث وتصدرنا قائمة أكثر الدول وفيات مرورية في العالم كم انسان افتقدناه وكم اسرة تشتت وكم طفل تيتم وكم امرأة ترملت وهذا كله لافتقارنا لهيبة النظام المروري وعدم الحزم في تطبيقه . أنا على يقين إن إطلاق سراح السائق المتهور بمجرد تأمين الدية سبب رئيسي في عدم احترام نظام المرور ولذلك تجد بيننا من يسوق سيارته بكل أريحية وقد تسبب في موت أكثر من إنسان (شخصيا أعرف رجل تكرر معه الدهس ثلاث مرات وكلها يموت المدهوس ) ولازال يقود سيارته بكل طمأنينة .. عموما النظام الحازم هو بمثابة قول الله تعالى ( ولكم في القصاص حياة ياإولي الألباب ) والسلام .
بقلم أ. حسين بن أحمد الشريف صحيفة نجران نيوز الالكترونية