في ميادين كرة القدم في العالم وخاصة الملاعب العربيّة جرت العادة على انحصار التنافس على الإنجازات بين الأندية الأكثر قربا الى القلوب الدافئة مالا ، والنافذة جاها وسلطانا ، ويندر أن تجد فريقا بقدرات ماليّة واعلاميّة بسيطة او محدودة ينافس ويحقق الانجازات التي تقارع انجازات الاندية المدلّلة – لكنه ليس أمرا مستحيلا - وهذا استنتاج طبيعي ، فالمال والقوة الاعلامية عاملان رئيسيان في نجاح أي منظومة عمل واسعة النطاق ، لكن يمكن للعقل أن يفرض كلمته باستخدام امكاناته المتاحة متجاوزا حدود المال وقوة الإعلام ، وذلك عندما يكون التخطيط حاضرا وبالتوقيت المناسب وعندما تحضر المرونة والشفافيّة في التعاطي مع قضايا الفريق و الاستماع للرأي العام في مدرجات الفريق (بعقلانيّة). نادي نجران وبعد أن أمضى أكثر من ستة مواسم متتالية في مصاف الأندية المحترفة ، كان سقف التطلعات بالنسبة لي لا يتجاوز بقاء الفريق في الدوري دون العودة الى دوري المظاليم مع اندية الدرجة الأولى ، كان هذا السقف في المواسم الثلاثة الأولى ، حيث أن احتماليّة عودته للأولى موجودة ، لافتقاد الفريق للخبرة الكافية للبقاء محترفا سواء على مستوى خبرة الادارة أواللاعبين وحتى المدرج ، لكن العزائم كانت أقوى والارادة كانت أعظم ، فبقي الفريق رغم الصعاب والتحديات الماديّة والاعلاميّة . السؤال الآن : هل مازالت طموحاتنا نحن الجماهير النجرانية تتوقف عند بقاء فريقنا مصارعا ضد الهبوط والعودة الى حارة المظاليم ؟ ربما تختلف الآراء ، لكن في اعتقادي ان غالبيّة الجماهير النجرانيّة قد رفعت سقف الطموح ، وباتت تنتظر من الفريق تقديم الأفضل والوصول الى مرحلة لم يصل اليها الفريق من قبل ، على مستوى الدوري أو البطولات الأخرى ،لأن الفريق قد اكتسب الخبرات الاساسية في التعامل مع أجواء الاندية المحترفة ، وكذلك بات فريقا قادرا على استقبال المباريات الحساسة والجماهيريّة ، خلاف ذلك فإنه من الصعب على المشجع أن يرى فريقه يصارع من أجل البقاء أو هابطا لا قدر الله وهذا بعد أن امضى سنينا وغرس له قدما ثابتة في دوري الأضواء . هذا الشعور الذي يخالج التمنيات النجرانية في المدرج ، هو ذاته يجب أن يقبع في نفوس القائمين على الجهازين الفني والاداري للفريق ، وكذا اللاعبين ، نحن الجماهير نقدر ظروف النادي ، ونشعر بالتزامات الادارة للاعبين ، والتزامات اللاعبين لأنفسهم ومستقبلهم ، لكن فريقا يحمل يحمل اسم نجران ويمثل منطقة بحجم نجران ارضا وانسانا ، يجب يظهر بأجمل الحًلل ، وابهى الصور . الخلاصة : أن المركز الطبيعي لنادي نجران في سلّم الترتيب العام هذا الموسم يجب أن يكون بين المراكز من الرابع الى السابع ، فإن حصل افضل من ذلك فهو انجاز عظيم ، وان حصل اقل من ذلك فهو اخفاق تسئل حياله الإدارة اللاعبين ، وهذا يحتاج الى دراسة وتخطيط ووقفة جماهيرية ، كما اتمنى من الادارة ان تضع اخطاء الموسم الماضي على طاولة النقاش لتجنب تكرارها والاستفادة من الوقت في تصحيحها ، فالدوري لايزال في البداية ، والفريق قد وًفّق في صنع بداية محمّسة جعلنا نحن الجماهير نطمع في الأفضل . . *كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية