جلست عدلات جيجيك في حالة من التلهف في ردهة فندق مكتظ انتظارا للحافلة التي ستقلها إلى المسجد الحرام في مكة لأداء صلاة الظهر في الوقت الذي بدأ فيه ملايين المسلمين التوافد على المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج التي تبدأ يوم الجمعة. وعلى مدى خمسة أعوام ظلت هذه المرأة التركية تأمل في أن تتاح لها فرصة أداء فريضة الحج وتعلم أنه لن يتم السماح لها بالذهاب مرة أخرى لأن أعداد الحجاج مقيدة بشدة للحيلولة دون حدوث تكدس. وقالت جيجيك (66 عاما) وهي أم لثمانية أشخاص إنه "في كل عام طوال السنوات الخمس الماضية كنت أتابع الأمر مع السلطات.. عندما اكتشفت في نهاية الأمر أنه تم اختياري غمرتني السعادة".
ويأتي الحج هذا العام في أعقاب انتفاضات في أنحاء العالم العربي وتوترات متزايدة بين المملكة العربية السعودية وإيران. أعلن مصدر رسمي سعودي أن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة لأداء فرضية الحج هذا العام بلغ حتى الآن أكثر من 1.3 مليون حاج. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن عدد الحجاج القادمين من الخارج منذ بدء القدوم حتى نهاية يوم أمس الأربعاء بلغ (1.305.471) حاجا. وذكرت أن عدد الحجاج الذين دخلوا عن طريق الجو بلغ (1.220.474) حاجاً، كما ودخل عن طريق البر (722.79). أما عن طريق البحر فقد دخل (127.18) حاجاً، وذلك بزيادة (167.64) حاجاً عن عدد القادمين لنفس الفترة من العام الماضي. ومن المتوقع أن يصل عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة لأداء فريضة الحج الذي ستبدأ عمليا في الثالث من الشهر المقبل حوالي 1.5 مليون حاج. وكان مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، حذر الحجاج من الأعمال والتصرفات التي تخل بالأمن، مشيراً إلى أن الحج ليس ميداناً لتنفيذ أجندات سياسية. وقالت وكالة يونايتد برس إنترناشونال (يو.بي.أي) إن صدامات وقعت بين حجاج إيرانيين وعناصر الأمن السعوديين في مكة أثناء موسم الحج عام 1987. ويُخشى من وقوع صدامات مماثلة هذا الموسم، خصوصاً بعد التوتر الذي يسود العلاقات بين طهران والرياض على خلفية اتهام السلطات الأميركية لإيرانيين بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن.