شرعت أمانة محافظة جدة مؤخرا في أعمال المرحلة الأولى لمشروع تحسين وتطوير المسارات السياحية لمسار الحج بتكلفة إجمالية تصل ل 57 مليون ريال، ويهدف المشروع إلى المحافظة على المنطقة التاريخية وتنميتها عمرانيا وثقافيا واقتصاديا والعمل على دمج مسار الحج في محيطه العمراني لتوحيد الترابط البصري وتسهيل الوصول إليه وإبراز الإرث التاريخي له من خلال تعريف الزوار برحلة الحج قديما والتي كانت تعبر المنطقة. وتمتد منطقة التطوير لمسافة تتجاوز الكيلو متر بدءا من باب مكة شرقا حتى باب الفرضة والنافعة غربا على شارع الملك عبدالعزيز متضمنة تطوير المسار السابق للخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ومسار الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه عند انضواء جدة تحت لوائه، ويعنى المشروع بعدد من الجوانب التطويرية تشمل تأهيل وتطوير المباني الخطرة الواقعة ضمن المسار في جهتيه الجنوبية والشمالية وإصلاح “عين فرج يسر” الأثرية وتحسينها وعمل اللوحات الإلكترونية التعريفية والإرشادية لها وللمعالم الأخرى، فيما تعمل الأمانة على تحسين البيئة ضمن المسار بتهيئة مسارات المشي وتخصيص مواقف للدراجات الهوائية ووضع مصدات ثابتة تفصل بين حركة المشاة والسيارات إضافة إلى وضع مصدات كهربائية متحركة لتنسيق حركة السير داخل حدود المنطقة التاريخية المصنفة ضمن التراث العالمي، بجانب إنارة كامل المسار بإنارة حديثة لإظهاره بالشكل اللائق وتأثيث الشارع لخدمة الزوار. وأنهت الأمانة ضمن أعمال تطوير المسار إزالة النفق بشارع قابل المؤدي إلى سوق العلوي وذلك ضمن الإجراءات التي تهدف إلى توحيد الترابط البصري بين المنطقتين التجارية والتاريخية وإعادة الامتداد الطبيعي بينهما، وبإزالة النفق تعيد الأمانة الطريق إلى وضعه السابقة قبل نحو 37 عاما، كما يتضمن المشروع البحث والتنقيب لإظهار أساسات قواعد بوابة باب مكة القديم والكشف عن الآثار الواقعة في محيطها ووضع اللوحات الإرشادية والتعريفية المتعلقة بها، وستشمل المرحلة الأولى إصلاح وتأهيل وتطوير بوابة النافعة بشارع الملك عبد العزيز وإعادتها كما كانت وفق ما تظهره الصور القديمة للبوابة، كما سيتم تأهيل واجهات الشونة ضمن المسار وكذلك إزالة المظلات القديمة في سوقي الندى والخاسكية.
يذكر أن تنفيذ أمانة جدة لمشروع تحسين وتطوير المسارات السياحية لمسار الحج يأتي بالتنسيق والتعاون مع وزارة الثقافة، وهو في إطار اهتمام الدولة بمنطقة جدة التاريخية والتي صنفت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي وتهدف إلى تنميتها سياحيا وإبراز تاريخها والمحافظة على تراثها العمراني وتوفير بيئة جذب للسياح من كل مكان.