احتفت أرامكو السعودية مساء الجمعة 6 محرم 1438ه، الموافق 7 اكتوبر 2016م، بالقراءة والقراء في أمسية ثقافية إبداعية في ختام فعاليات مسابقة "أقرأ" 2016، وهي المسابقة الوطنية للقراءة في نسختها الرابعة التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع لأرامكو السعودية. وجاء هذا الحدث الثقافي ضمن برامج أرامكو السعودية في رعاية ونشر المعرفة، والتي تتسق مع رؤية السعودية 2030، لإيجاد أجيال جديدة متسلحة بالعلم والمعرفة وقادرة على مواكبة تطلعات الدولة برفع القدرة التنافسية للملكة عالمياً على الصعيد المعرفي، حيث يشكل اقتصاد المعرفة حجر زاوية في مستقبل الاقتصاد الوطني. وقد جسدت فعاليات مسابقة "أقرأ" الوطنية هذه المعاني، حيث شهدت الأمسية الختامية لهذا البرنامج تتويج 6 فائزين بجوائز مسابقة أقرأ لهذا العام من أصل أكثر من 18 ألف مشارك ومشاركة في فرعي المسابقة في القراءة والتصوير الإبداعي، أمام حضور تجاوز الألف شخص، مما يعكس دور البرنامج في إذكاء روح التنافس بين جيل الشباب في النهل من معين المعرفة وفضاءاتها وتكريس الجهود نحو دعم الاقتصاد المعرفي. وحضر الحفل الذي رعاه رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، كلٌّ من معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور خالد السلطان، ووكيل وزارة التعليم للتخطيط والمعلومات، الدكتور عبدالرحمن البراك، بالإضافة إلى وكيل وزارة التعليم لشؤون البنات، الدكتورة هيا العواد، وعدد من مديري إدارات التعليم من مختلف مناطق المملكة، وممثّلي وسائل الإعلام المحلية، ونخبة من المفكرين والمثقفين والروائيين والأدباء العرب، وجمهور من عشَاق القراءة. وفي كلمته التي ألقاها خلال الأمسية، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر،: "إن بلادنا الغالية تحظى اليوم بتحولات هائلة نحو مستقبل مشرق بإذن الله، في سياق الرؤية الطموحة للمملكة 2030، وبلادنا لديها رأسمال كبير من الشباب، وتنميتهم بشكل إبداعي تنمية لوطننا". ودعا المهندس الناصر إلى ترسيخ القراءة في المجتمع لجعلها عادة وأولوية لدى كل فرد وكل أسرة، وأن ذلك عمل ضروري جدا، واستراتيجي في التنمية الوطنية، لبناء الحضارة وتطوير الصناعة والتجارة والاستثمار، وأشار إلى سببين في أهمية القراءة، الأول أن القراءة تفتح أبوابا مهمة للانفتاح على العالم، وفهم الأطراف الأخرى، والتواصل معها بنجاح، مشيرا إلى أننا نعيش في عالم كبير متغير، ولا بد من تكوين فهم جيد لهذا العالم وما يحتويه من تنوع واختلاف كي نستطيع التعامل معه، والمنافسة في فرصه، وتنمية الوطن، خاصة وأن بلادنا هي العمق العربي والإسلامي، وتسعى لأن تكون جسرا لربط القارات الثلاث بكل مافيها من دول عديدة وفروقات ثقافية. وأكد الناصر أنه من الصعب أن يكون هناك تواصل إنساني ناجح بين الأفراد والمؤسسات والشعوب دون أن يكون هذا التواصل مبنيا على فهم عميق تؤسس له وتعززه عادة القراءة، بما يرسخ دعائم الاحترام والسلام والتعاون الاجتماعي والاقتصادي والتنموي بين البشر. أما السبب الثاني فهي ارتباط القراءة ببناء شخصية الإنسان، وكسر حاجز الرهبة لديه، واكسابه القدرة على التعبير، وذلك بتنمية ملكة تقديم العروض والتحدث والخطابة، وهي ملكات لها جذور في حضارتنا العربية، كما أن لها أهمية كبرى في مهارات القرن الحادي والعشرين، وصناعة القادة المتميزين في مجال الأعمال والرأي والمجتمع. ونوه الناصر بزيادة عدد المشاركات في مسابقة "أقرأ" هذا العام، مشيرا إلى أن في ذلك دلالة على تصاعد الاهتمام بالقراءة والكتاب لدى شباب وفتيات الوطن. وهو أيضا دلالة على امتداد الأثر الإيجابي لهذه المسابقة في عدد كبير من مدن وقرى الوطن. وعبر الناصر في ختام كلمته عن سعادته بما تضيفه مسابقة "أقرأ" الوطنية إلى الحراك الثقافي والمعرفي في المملكة والمنطقة بشكل عام". تجدر الإشارة إلى أن الحفل شهد عرضاً ثلاثي الأبعاد وفيديو عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وقدم المتسابقون والمتسابقات خلاله عروضهم التنافسية الإبداعية أمام لجنة التحكيم التي اشتملت على مجموعة من الأسماء اللامعة في الإعلام والأدب. وقد تم تتويج 6 فائزين في هذا البرنامج، 3 منهم فازوا بجائزة "قارئ العام. فمن المرحلة المتوسطة، فازت المشاركة تالا الملا، ومن المرحلة الثانوية فاز كل من أسيد عاجز، وأمجاد الغامدي، ومن المرحلة الجامعية فازت المتسابقة شروق الزهراني. كما تم تكريم 3 فائزين بجائزة "قارئ الجمال" ضمن منافسة التصوير الاحتراف، حيث فاز بالمركز الأول، علي هزازي، وفي المركز الثاني حسام عبداللطيف، وفي المركز الثالث سلطان الغامدي. وجاء هذا الحفل لاختتام سلسلة من الفعاليات استمرت 6 أشهر منذ أن تمّ الإعلان عن بدء مسابقة "أقرأ"الوطنية التي أطلقها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي للعام الرابع على التوالي، وتعد واحدة من مبادرات المركز التي تهدف إلى الاحتفاء بالقرّاء الشباب من خلال عدد من المنافسات والفعاليات المبتكرة حول القراءة. يشار إلى أن المسابقة قدمت تجربة فريدة في الجانب الشخصي والمعرفي لدى المتسابقين، تخللها برنامج إثرائي ل40 متسابقاً استغرق 20 يوماً في المنطقة الشرقية، وناقش المتسابقون خلالها كتباً عالمية، وحضروا محاضرات في مجالات متنوعة، وانتهى الملتقى بتأهل 10 متسابقين للتنافس في تقديم عروضهم في الحفل الختامي واختيار 3 فائزين بلقب "قارئ العام".