رعى معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، مساء أمس، اختتام فعاليات برنامج "قرأ"، الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في أرامكو السعودية، بحضور معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور خالد السلطان، ورئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المكلف المهندس أمين بن حسن الناصر، وعدد من مسؤولي قطاع التعليم في مختلف مناطق المملكة، وأعضاء إدارة أرامكو السعودية، ونخبة من المثقفين والأدباء، وذلك على مسرح إثراء في مقر أرامكو السعودية بالظهران. وقد تنافس المتسابقون في جميع مراحل برنامج المسابقة، وهي نهاية لرحلة من المنافسات الكبيرة، التي كانت قد بدأت مع الإعلان عن إطلاق مسابقة "أقرأ" في معرض الرياض الدولي للكتاب في شهر جمادى الأول الماضي. وكان التسجيل في المسابقة قد شهد إقبالاً كبيراً من مختلف مناطق المملكة وبلغ عدد المسجلين فيها 6060 طالباً وطالبة، تم اختيار 36 منهم للمشاركة في ملتقى إثرائي للعلوم والفنون عقد في مدينة الخبر، ناقش المتسابقون خلاله كتباً عالمية، وشاركوا في محاضرات تثقيفية في مجالات متنوعة، وقد تأهل عشرة متسابقين منهم للمشاركة مساء اليوم في هذه المرحلة النهائية للبرنامج. وقد تخلل الأمسية عرض ثلاثي الأبعاد وفيديو عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي وعرض لعدد من الأعمال الفنية والإبداعية لمخرجين سعوديين، فيما قدم المتسابقون والمتسابقات عروضهم التنافسية أمام لجنة التحكيم في المسابقة. وضمت لجنة التحكيم هذا العام الأستاذة المساعدة في جامعة الملك سعود والمهتمة بنشر ثقافة القراءة للأطفال الدكتورة سارة العبدالكريم، ورئيس موسوعة أدب العالمية الدكتور عبدالله السفياني، والمدوّنة الدكتورة حنان شرقي، والكاتب الروائي طاهر الزهراني، والكاتب والناقد سليمان الناصر. وأعرب معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل عن سعادته بالمشاركة في هذه الأمسية، حيث يحتفى بالمعرفة والإبداع، ويحتفى بالمواهب الشابة التي يزخر بها الوطن، وقال في كلمة له: إن أرامكو السعودية ليست معنية فقط بصناعة النفط والغاز، بل أيضاً معنية وربما بدرجة أكبر بما هو أهم، وهو بناء الإنسان عبر الاستثمار في التعليم والتدريب والثقافة"، معبرا عن سعادته بما شاهده في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وثقته بأنه سيحدث نقلة نوعية لمسيرة التنمية الثقافية والإبداعية في وطننا العزيز. وأضاف "شدني عدد المتقدمين الذي يعكس بشكل إيجابي الإقبال الكبير على القراءة في المجتمع السعودي، وهو ما يجعلنا نتفاءل بمستقبل أجمل لهذا الوطن. وإنني متفائل بأن الشراكة بين وزارة التعليم وأرامكو السعودية وهي شراكة عميقة الجذور لم تبتدئ بهذا البرنامج الرائع ولن تتوقف عنده، بل ستتوسع أطر هذه الشراكة في كل ما من شأنه الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي لشباب وفتيات الوطن. فالوطن بتركيبته السكانية الشابة بحاجة ماسة لمثل هذه البرامج النوعية التي تحتضن الشباب وتنميهم، وتجعل منهم قادة الغد ومبتكريه في شتى مناحي الحياة. وشكر الدكتور الدخيل معالي وزير الصحة رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح على دعوته لحضور هذه الأمسية، مهنئا جميع المشاركين والمشاركات، والآباء والأمهات، لافتا إلى أن الجميع فائز في هذه الليلة، وأن الوطن هو الفائز الحقيقي مواصلاً شكره لأرامكو السعودية هذه المبادرة. من جانبه أكد رئيس أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المكلف المهندس أمين بن حسن الناصر سعي أرامكو السعودية لأن يكون وطننا الغالي ليس فقط منبعاً للنفط بل منبعاً للإبداع المبني على تنمية الإنسان، معتبرا مسابقة "اقرأ" دليل على ذلك فقد بدأت قبل عامين كمسابقة في المنطقة الشرقية، ثم تحولت في العام الماضي الى مسابقة وطنية شارك فيها الآلاف من أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات من اغلب مدن المملكة." وكشف أن المسابقة ستكبر لتدشن اسبوعاً وطنياً للقراءة يستهدف خمسين الف مشارك وزائر ستستضيفهم جنبات مكتبة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بدءاً من العام القادم، متطلعا أن يشارك قراء هذا العام والأعوام السابقة في هذه الفعالية الكبرى التي ستنمو بفضل جهودهم من اجل مستقبل مزدهر لهذا البلد الكريم، منوها بالبرامج النوعية لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي يشكل معلماً معمارياً بارزاً في مملكتنا الحبيبة ويفتح ابوابه لكل ابنائنا واساتذتنا وتشكل بهم ومعهم منارة حضارية تليق باسم المؤسس – رحمه الله – وينبوعاً للمعرفة لا ينضب. وشكر المهندس الناصر في ختام كلمته الشركاء في مسابقة اقرأ الوطنية، وعلى رأسهم معالي وزير التعليم، ومعالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على دعمهما المتواصل لهذه المبادرة، ومعالي مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، والمعلمين والمشرفين وكل من شارك وبارك هذا المشروع، الذي يصب في الاحتفاء بثروة هذا الوطن من الشباب. وقد تم تتويج 6 فائزين في هذا البرنامج، 3 منهم فازوا بجائزة "قارئ العام"، فمن مرحلة التعليم العام، فازت المشاركة شروق شخشير، ومن المرحلة الجامعية، فاز المشارك عبدالله المشوح، فيما فاز بتصويت الجمهور المشارك علي السليس، كما تم تكريم 3 فائزين بجائزة "قارئ الجمال" ضمن منافسة التصوير الاحترافي حيث فاز بالمركز الأول، خالد السبت، وفي المركز الثاني خلود الخالدي، وفي المركز الثالث يوسف المسعود. تجدر الإشارة إلى أن هذه الأمسية جاءت ختاماً لسلسلة من الفعاليات استمرت 6 أشهر منذ أن تمّ الإعلان عن بدء مسابقة "اقرأ"الوطنية التي أطلقها مركز الملك عبدالعزيز للعام الثالث على التوالي. وتعد هذه المسابقة واحدة من مبادرات المركز التي تهدف إلى الاحتفاء بالقراء الشباب من خلال عدد من المنافسات والفعاليات المبتكرة حول القراءة فقدمت المسابقة بذلك تجربة فريدة في الجانب الشخصي والمعرفي لدى المتسابقين.