زاوجت «أرامكو السعودية» بين كونها أكبر شركة منتجة للنفط على مستوى العالم، وأيضاً «مصدراً للإبداع» بالمستوى ذاته، وذلك من خلال تبنيها أنشطة وفعاليات ثقافية وفنية، ببعد «إبداعي». واحتفلت الشركة أمس، بختام مسابقتها «اقرأ الوطنية»، التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي للعام الثالث على التوالي. وشهدت المناسبة تتويج 6 فائزين، ثلاثة منهم بجائزة «قارئ العام» وثلاثة آخرون ب«قارئ الجمال»، وذلك وسط حشد من المثقفين والمهتمين، وبحضور وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، الذي ثمّن ل«أرامكو»، «عدم اقتصارها على صناعة الزيت والغاز، والمساهمة في الإنجاز الأكبر وهو تنمية الإنسان». وفاز ثلاثة متسابقين بجائزة «قارئ العام»، فمن مرحلة التعليم العام فازت المشاركة شروق شخشير، ومن الجامعية فاز المشارك عبدالله المشوح. فيما فاز بتصويت الجمهور المشارك علي السليس. فيما كرم 3 فائزين بجائزة «قارئ الجمال» ضمن منافسة التصوير الاحترافي، وفاز بالمركز الأول خالد السبت، وفي المركز الثاني خلود الخالدي، والثالث يوسف المسعود. وشدد رئيس «أرامكو السعودية» كبير إدارييها التنفيذيين المكلف المهندس أمين الناصر، على أن «المملكة منبع للإبداع أيضاً، وليس النفط وحسب». وكانت المسابقة التي أعلنت قبل نحو ستة أشهر، تقدم للمشاركة فيها أكثر من 6 آلاف طالب وطالبة، اختارت اللجنة المعنية 36 منهم فقط، للمشاركة في ملتقى إثرائي للعلوم والفنون في مدينة الخبر. وناقش المتسابقون خلال الملتقى كتباً عالمية، وشاركوا في محاضرات تثقيفية في مجالات متنوعة، تأهل بعدها 10 متسابقين. وتخلل الأمسية التي أقيمت عرض ثلاثي الأبعاد وفيديو عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وعرض أعمال فنية وإبداعية لمخرجين سعوديين. بينما قدم المتسابقون والمتسابقات عروضهم التنافسية أمام لجنة التحكيم التي ضمت هذا العام الأكاديمية في جامعة الملك سعود المهتمة بنشر ثقافة القراءة للأطفال الدكتورة سارة العبدالكريم، ورئيس موسوعة أدب العالمية الدكتور عبدالله السفياني، والمدوّنة الدكتورة حنان شرقي، والكاتب الروائي طاهر الزهراني، والكاتب والناقد سليمان الناصر. وأعرب وزير التعليم عن سعادته بالمشاركة في الأمسية، «حيث يحتفى بالمعرفة والإبداع، ويحتفى بالمواهب الشابة التي يزخر بها الوطن»، مؤكداً أن «أرامكو السعودية ليست معنية فقط بصناعة النفط والغاز، بل أيضاً معنية وربما بدرجة أكبر بما هو أهم، وهو بناء الإنسان عبر الاستثمار في التعليم والتدريب والثقافة». وأضاف عزام الدخيل: «شدني عدد المتقدمين، الذي يعكس بشكل إيجابي الإقبال الكبير على القراءة في المجتمع السعودي، ما يجعلنا نتفاءل بمستقبل أجمل لهذا الوطن»، لافتاً إلى الشراكة بين وزارة التعليم و«أرامكو السعودية»، وهي «شراكة عميقة الجذور، لم تبتدئ بهذا البرنامج، ولن تتوقف عنده، وستتوسع أطرها في كل ما من شأنه الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي لشبان وفتيات الوطن، فالوطن بتركيبته السكانية الشابة بحاجة ماسة إلى مثل هذه البرامج النوعية التي تحتضن الشباب وتنميهم، وتجعل منهم قادة الغد ومبتكريه في شتى مناحي الحياة». بدوره، أكد رئيس «أرامكو السعودية»، سعيهم «لأن تكون المملكة ليست منبعاً للنفط فقط، بل منبعاً للإبداع المبني على تنمية الإنسان»، معتبراً مسابقة «اقرأ» دليلاً على ذلك، إذ بدأت قبل عامين مسابقة في المنطقة الشرقية، ثم تحولت في العام الماضي إلى مسابقة «وطنية» شارك فيها الآلاف من الطلبة من غالبية مدن المملكة. وكشف أمين الناصر أن «المسابقة ستكبر، لتدشن أسبوعاً وطنياً للقراءة، يستهدف 50 ألف مشارك وزائر، ستستضيفهم جنبات مكتبة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بدءاً من العام المقبل».