استعرضت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تاريخ الحجرة النبوية الشريفة التي تضم قبر النبي محمد ﷺ، وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وأوضحت أن الحجرة النبوية هي الحجرة التي كان يقيم بها النبي الكريم مع زوجته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، وكان بابها يفتح على الروضة الشريفة. وأبانت أنه لما انتقل النبي ﷺ إلى الرفيق الأعلى كان في حجرة عائشة، وتبادل الصحابة الرأي في المكان الذي يُدفن فيه، فقال أبو بكر الصديق إنه سمع حديثاً للرسول الكريم يقول فيه: “إن كل نبي يُدفن حيث قبض”، ولذا دفن جسده الشريف في الحجرة الشريفة. وذكرت رئاسة الحرمين أن أم المؤمنين عائشة ظلت تقيم في الجزء الشمالي من الحجرة، وليس بينها وبين القبر ساتر، فلما توفي أبو بكر الصديق أذنت أن يُدفن مع النبي ﷺ، ولم تضع بينها وبين القبرين ساتراً، وقالت: “إنما هو زوجي وأبي”. وأضافت أنه بعد أن توفي الفاروق عمر بن الخطاب أذنت السيدة عائشة بأن يُدفن مع صاحبيه، فعند ذلك جعلت ساتراً بينها وبين القبور الشريفة، لأن الفاروق ليس بمحرم لها فاحترمت ذلك حتى بعد وفاته. وأشارت إلى أن الحجرة النبوية شهدت العديد من الإصلاحات والترميمات على مر العصور، ففي زيارة عمر بن الخطاب للمسجد النبوي الشريف عام 17 ه أبدل الجريد الذي كان في البيت بجدار.وفق “أخبار 24”. وأوضحت أنه في زيارة الوليد بن عبد الملك عام 88 – 91ه أعاد عمر بن عبدالعزيز بناء الحجرة الشريفة بأحجار سوداء بنفس المساحة التي بني بها بيت رسول الله ﷺ ثم بنى حول الحجرة الشريفة جداراً ذا خمسة أضلاع بصورة شكّل معها في المؤخرة مثلثاً حتى لا تشبه الكعبة المشرفة في بنائها. وتولي المملكة منذ عهد الملك الراحل عبد العزيز آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، جُل اهتمامها بالحجرة الشريفة وبالقبة الخضراء، فحافظت على البناء التاريخي للمسجد الشريف، والحجرة النبوية، وتعمل على صيانتهما وترميمهما متى دعت الحاجة لذلك.