واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية هي لحظة إبلاغ طفل بمرضه، كيف سيواجه آلام المرض وكيف ستمر رحلة العلاج؟ بل ربما يصبح السؤال الأصعب كيف تمنح هذا الطفل جرعة الأمان و التفاؤل لتملأه جسده الصغير بالطاقة والحب لمواجهة المرض، و لكن ماذا لو فاجأك الطفل ببثه الأمل في نفسك بالإرادة واليقين في الشفاء؟! منذ أن علمت شريفة الحقباني، الطفلة ذات ال13 عاماً ، بإصابتها بمرض سرطان الدم، قبل شهور، قررت أن تقوم بتصوير وكتابة يومياتها ونشرها على الشبكات الاجتماعية حتى لقبت ب #سفيرة_محاربي_السرطان . تصف نفسها بأنها "مصابة بسرطان الدم، وأسعى لنشر الابتسامة في مجتمعي"، ولا تتردد في نشر صورها أثناء تلقي جرعات العلاج الكيماوي من خلال حساباتها على تويتر و إنستغراموسناب شات، إلا أنها في جميع الحالات تظهر مبتسمة ومتفائلة. تقف الحقباني في أكثر من مناسبة لتروي قصة مرضها الملهمة فتقول إنها لم تكن تعلم بإصابتها بالسرطان قبل شهور، غير أن آلاماً بالقدم اليسرى وارتفاعاً في درجة الحرارة وشحوباً في الوجه، قادهم إلى هذا الاكتشاف المؤلم، وتصف شدة ما تتعرض له من ألم بقولها " كنت أريق الماء الحار على قدمي ولا أشعر بحرارته". وفق "مزمز". لا تدعي الحقباني البطولة، فكأي طفلة صدمت وبكت فور إبلاغها بإصابتها بالمرض، ولا سيما أنه يرتبط في كل المجتمعات بالموت، ولكنها قررت أن يصبح "بناء لحياتها"، لذلك فهي لا تفضل وصفها بالمريضة ولكن "بمحاربة السرطان" بحسب قولها. يشاركها الجمهور لحظات السعادة والألم والرضا، حيث أصبح لها أكثر من 420 ألف متابع على تويتر و154 ألف على انستغرام، كما تصدر هاشتاغ #كلنا_شريفه_الحقباني قائمة تويتر اليوم بالسعودية دعماً لحالتها وصمودها في محاربة المرض. وتفاعل المتابعون معها حينما نشرت صورة صديقها طلال أحد محاربي السرطان الصغار الذي توفي بعد أن شاركها رحلة العلاج، وكتبت تنعيه "إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع". وتظهر في أحد الفيديوهات تبدي سعادتها بسبب عودتها إلى الدراسة مرة أخرى بين زميلاتها، بينما تظهر في لقطات أخرى داخل الحرم المكي بعد أن أدت مناسك العمرة.