صعدت "شريفة الحقباني" المصابة بسرطان الدم على مسرح "عالم جمولي"، مساء أمس الخميس، واستطاعت أن تغير نظرات الإشفاق في عيون الحاضرين إلى نظرات إعجاب وتقدير؛ من خلال حديثها عن تفاصيل حياتها. وقدّم الأمسية الشاب "عبدالرحمن العابد" في "لقاء الخميس" للموهوبين، برعاية "سبق". وشهدت الأمسية بالإضافة إلى "شريف": سفيرة الطفولة لمرض السرطان، صعود الطفل "سهل باهبري"، وهو أصغر ناشط في وسائل التواصل الاجتماعي، و"سعد محمد التميمي" أصغر مخرج سعودي، والطفل "عمر علاء ناجي" بطل القوس الأولمبي التابع للاتحاد السعودي للسهام.
وكانت نجمة اللقاء "شريفة الحقباني" حريصة على أن تروي رحلتها مع السرطان؛ حيث قالت: "بدأت علامات المرض عندما أحسست بألم وثقل رهيب في قدمي اليسرى، ثم بعد ذلك شحوب في الوجه، واصفرار، وارتفاع في درجة الحرارة، وكنت أريق الماء الحار على قدمي من قوة الألم ولا أشعر بحرارته، وتوجهنا للمستشفى، وتم أخذ سائل من الحبل الشوكي، وأعلن المستشفى حينها إصابتي بسرطان الدم".
وأضافت: "صدمت وبكيت كثيراً؛ لأن السرطان في نظري ونظر كل المجتمعات أنه الموت، لكنني عرفت فيما بعد أنه بناء لحياة الشخص، وتواصل علاجي داخل المملكة، وتساقط كل شعر رأسي ووجهي، ونجح والدي بعد الله في تخفيف مصابنا".
واستعرضت عبر "البروجيكتور" أمام الحضور صور مراحل العلاج ومراحل تساقط الشعر ثم عودته، وكذلك جهودها في رفع معنويات أقرانها المصابين، وتمنيت من الناس أن يصفوها بمحاربة السرطان وليس مريضة السرطان.
وختمت حديثها للجمهور قائلة: "بالتوكل على الله والأمل، والابتسامة؛ نحارب مرض السرطان". وقال الضيف الثاني الطفل "سهل باهبري": "بدأت قصتي في "تويتر" في وقت مبكر، عندما كان عمري 9 سنوات، وعمري حالياً 13 سنة ".
وذكر أن النجومية السريعة كانت محط الأنظار، حتى تحول إلى ضيف في الملتقيات، وفي بداياته كان يخاف من أن يتكلم أمام الناس، ولم ينس العرض الذي قدمه في "تيدكس تيدز"، ومنها وصل متابعوه في "الإنستغرام" إلى 44 ألف متابع، وبدأ يعرف كيف يصور ويمنتج، ويتعامل مع الناس ويوسع علاقاته، وكذلك تعلم كيف يحمي نفسه من مخاطر "السوشل ميديا".
وأشار "باهبري" إلى أن "مستخدمي الشبكات الاجتماعية يستعملونها استعمالاً خاطئاً". وحدّد "باهبري" الاستخدام الأمثل لتويتر من وجهة نظره قائلاً: "قسّم وقتك بين الإنترنت والدراسة وقراءة القرآن، وفكّر قبل ما تغرّد وليس كل شيء تفكّر فيه تقوله، والنصائح هذه ليست للصغار فقط بل حتى الكبار، وأقول للصغار: اربط حسابك بوالديك ولا تفصح عن معلوماتك ومقر سكنك". وعن أمنياته في المستقبل؛ قال: "أتمنى أن أصبح مهندساً أخدم أمتي، وأفيد الناس، وأصحح أخطائي".
وقال الضيف الثالث الطفل "عمر علاء ناجي" للجمهور: "ما هي بصمتكم داخل المجتمع؟". وأكد على ضرورة أن تكون الشخص له بصمة خضراء إيجابية، وليست حمراء، قبل أن يعلن عن حصوله على 17 ميدالية في الرماية، مشيراً إلى أنه يحمل همّ المجتمع.
وطالب الجميع بخدمة مجتمعه والمحيط الذي يتعايش معه، وقال: "اقرؤوا الجملة المكتوبة على قميصي من الخلف، وهي عبارة: "هذه بصمتي.. فأين بصمتكم؟".
وقال الضيف الرابع- وهو طالب في الصف الثالث متوسط- سعد بن محمد التميمي، الذي يعتبر أصغر مخرج سعودي: "أشكر والديّ وصحيفة "سبق" على تبني موهبتي وعرض بعض أعمالي". وذكر أن الإخراج من الفنون الصعبة والمعقدة، وأكد أن المخرج لا بد أن يجمع أحاسيس المصورين والمشاهدين، ممزوجة بقالب العمل أو الحدث الذي يتعامل معه .
وعن أبرز أعماله؛ قال: "هناك عمل رمضاني عُرض سابقاً عبارة عن فيديو كليب، بعنوان: "روح العطاء"، ولقي أصداء واسعة".
وخاطب الجمهور مؤكداً أن كل إنسان بداخله مواهب تحتاج من يبحث عنها ويصقلها؛ حتى يكون له أثر في المجتمع.