عاد حاجّان سودانيان إلى "تدافع الموت" بعد أن نجيا منه بأعجوبة، ليتمكَّنا من إنقاذ 40 حاجًا من الموت في "حادثة التدافع"، ولم يجدا حلًا للخروج من مأزق الزحام والتدافع سوى الصعود إلى أعلى المخيمات هربًا من موت محقق. وحمّل الحاج السوداني هيثم خلف الله (46 عامًا) المخيمات جزءًا كبيرًا من مسؤولية استشهاد الحجاج، لافتًا إلى أننا لجأنا لتسلق المخيمات هربًا من الموت، واستطعت أنا وصديقي سحب 40 حاجًا إلى أعلى المخيمات وإنقاذ حياتهم من الموت. وأضاف هيثم: "بقينا بأعلى المخيمات قرابة ساعة ونصف الساعة تحت أشعة الشمس «الحارقة»، موضحًا أن أحد الحجاج انهار وسط الازدحام وأصيب بحالة هستيرية، وخلع إحرامه، وبات يضرب يمينًا وشمالًا حتى خرج من وسط الزحام وهو في حال يُرثى لها، حتى نزلنا وقمنا بالإمساك به بقوة وتكبيله بحبال خوفًا على الحجاج منه، حتى حضرت سيارات الإسعاف ونقلته لتلقي العلاج مع بقية المصابين" وفقا لما أوردته صحيفة "الحياة" السبت (26 سبتمبر 2015). ويواصل خلف الله حديثه حول اللحظات العصيبة بقوله، "بعد أن خف الزحام قليلًا نزلنا من أعلى المخيمات وقمنا بانتشال الحجاج، ولاسيما كبار السن، إذ إن من نشاهده من الحجاج على قيد الحياة نقوم بإدخاله وسط المخيمات ومن استشهد منهم نتركه في مكانه بعد أن نغطيه بإحرامه". ويروي الحاج يوسف محمد (44 عامًا) تفاصيل اللحظات العصيبة بقوله، "كنا قادمين من مزدلفة لرمي الجمرات سيرًا على الأقدام، وبعد أن وصلنا إلى الشارع 204 المكتظ ما تسبب في اختناق ونقص الأكسجين عند الحجاج، خصوصًا أن درجة الحرارة تجاوزت 45 درجة، وهو ما دفع الحجاج لمحاولة الخروج من خلال التدافع"، مشيرًا إلى "أنهم طلبوا النجدة من المخيمات المجاورة لفتح أبواب الطوارئ لدخول الحجاج والتنفيس عليهم. وتابع: "كان الموقف عصيبًا ولم يكن أمامنا سوى تسلق المخيمات للنجاة من الموت «المحقق» أنا وأخي، بينما صديقنا الثالث لا يزال مفقودًا وهاتفه مغلق وننتظر الفرج من الله في العثور عليه حيًا".