عبر عدد من الحجاج الناجين من حادثة التدافع في أحد شوارع منى، عن شكرهم لله عز وجل أن نجاهم من الموت دهسا، بعدما غاب الوعي عن المتدافعين، والذين باتوا يتزاحمون بالآلاف، ولم يعوا لصراخ الأطفال والكبار والعجزة. وقال أنور محمود (مصري الجنسية): كنت أتوقع أن يكون الوضع عاديا بعد توقف الحركة في الموقع وكان الجميع ينتظر فقط الخروج من الموقع لنسير إلى الجمرات، لكن الوقوف استمر كثيرا وتزايدت الأعداد في الشارع ومع حرارة الأجواء سقط بعض كبار السن والنساء ليبدأ البعض في الهروب من الموت وتسببت عربات التنقل للمرضى معاناة كبيرة، حيث كانت كالمصائد يسقطون لتعثرهم فيها. وقال سيدة مصرية أم حسين: إنها كانت في موقع ليس بعيدا عن الحادث باتجاه المستشفى وشاهدت الأعداد الكبيرة من الحجاج الذين تدافعوا بشكل غير منظم وأغلقوا الشارع فكل شخص منهم يريد أن يخرج من المكان ويواصل الطريق، لكن مشهد الازدحام والتدافع كان أكبر من الإرشادات والنداءات التي كان يطلقها البعض لإيقاف التدافع بعد أن بدأ يتساقط الأشخاص بسبب الإجهاد والتوقف الذي تجاوز 30 دقيقة في الموقع قبل أن ينهار الكثير من الحجاج وهو يشاهد تساقط عائلته أو أصدقائه. وأشار محمد عثمان من أثيوبيا إلى أن الطريق كان سالكا قبل أن تدخل مجموعة كبيرة من الحجاج في منعطف لو تم التنسيق في المخيمات لم يتأثر أحد، ولكن للأسف الكثير من الحجاج يبحثون عن الرمي في وقت قصير وهذا يسبب الحوادث. وأوضح المقيم محمد سالم عامل بأحد مخيمات خدمة الحجاج أن عشرات الآلاف من الكتل البشرية رأيتها كالطوفان المتلاطم يموج في الشارع الضيق وأصبح الجميع يحاول المضي بالاستمرار نحو الاتجاه الذي يبتغيه سواء متوجهاً نحو الجمرات أو عائداً للتو لمقر سكنه في منى، ليتساقط العشرات تحت الأقدام، بعدما أصبح المكان أكثر ازدحاما فسقط في بادئ الأمر كبار السن والعجزة ثم انقلبت الصورة إلى مشهد مرعب وسمعنا أصوات استغاثة في كافة الأرجاء وبدأت الصورة تتغير إلى نحو دهس وحالات هستيرية بين الحجيج في مشهد محزن للغاية. وفي موقع آخر قال محمد عبدالحق عامل آسيوي بأحد مخيمات خدمة الحجاج إنه انتبه إلى أصوات الحجيج في الشارع الخلفي للمخيم، حيث هرعت إلى نحو المكان لأجد حشوداً بشرية لا يستوعبها العقل مكتظة في مكان ضيق جداً، ولم يكن المشهد الذي أراه قد تعودت عليه بالسابق في الأعوام الماضية، حيث اختلطت جموع كثيفة من جنسيات متعددة من الحجاج في الشارع، وبالتحديد أمام مكتب رقم (1) للحجاج المصريين، مشيرا إلى أن أصوات الاستغاثة تعالت من كافة الاتجاهات وأصبح المشهد عبارة عن سيول بشرية تموج في ذلك الشارع وسط ذهول كافة العاملين بمؤسسات الطوافة المطلة على الشارع، وفي ظل التدافع الكبير لم يكن أحد يستطيع إنقاذ الموقف، خاصة أن المتدافعين بعشرات الآلاف، فهرب الكثيرون من الموقع، فيما سقط كبار السن والنساء والأطفال، كما سقط شبان بسبب تعثرهم في الأغراض وعربات المعوقين في الشارع.