استؤنفت اليوم الأحد فعاليات اليوم الثاني من دورة " أثر المعلم والمعلمة في تحقيق الأمن الفكري في المملكة العربية السعودية " ، والتي تقيمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، بإشراف كلية المجتمع بمحافظة الخرج ، وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير ناصر بن عبد الرحمن بن عبد العزيز محافظ الخرج . وقد اشتملت فعاليات اليوم الثاني على ثلاث محاضرات ، بدأت أولاها في الساعة التاسعة والنصف صباحا ، في فندق شمسة أيضا ، بمحاضرة حول : أسباب الانحراف الفكري وآثاره ، لفضيلة الدكتور عزام بن محمد الشويعر ، بعدها حاضر فضيلة الدكتور يوسف بن محمد السعيد بمحاضرتين ، أولاهما بعنوان : أساليب الفئة المنحرفة في إضلال الشباب ، والثانية تحت عنوان : الوقاية من الانحراف الفكري وعلاجه ، فُصل بين المحاضرتين بصلاة الظهر . وقام بتقديم محاضرات اليوم الثاني فضيلة الدكتور فيصل الشدي من كلية المجتمع بمحافظة الخرج . وشهدت الدورة في يومها الثاني تفاعلا من الحضور ، وحرصا على الحضور قبل بداية الفعاليات ، إلى حد أن المحاضرة الأولى للدكتور الشويعر بدأت قبل موعدها بعد أن اكتمل عدد المشاركين ، وامتدت عن الوقت المحدد لها أكثر من عشر دقائق ، وقبل نهاية وقت الاستراحة طلب عدد من المشاركات مداخلات حول الموضوع قبل انصراف الدكتور الشويعر ، استمرت تلك المداخلات إلى الوقت المحدد للمحاضرة التالية . وفي محاضرتي د. يوسف السعيد ، دار أكثر الحوار حول التحذير من الفتاوى والبيانات التي تصدر من غير أولي العلم بالشرع الحنيف ، والتي أضلت كثيرا من الشباب ، والتأكيد على أن الفتاوى لا تؤخذ إلا من العلماء الموثوق بعلمهم . وحذر فضيلته من التشرذم والفرقة ، وبين أننا يجب أن نزن كل الأقوال التي تُعرض علينا بميزان الكتاب والسنة ، أيًّا كان قائلها . وفي الفعاليات الثلاث لليوم الثاني ، أكد المعلمون والمعلمات في مشاركاتهم على أن أسباب الانحراف الفكري باتت معروفة ، وأن القضاء على الجهل بالدين ، والحرص على توجيه الشباب من جميع مؤسسات المجتمع ، يكفل بمشيئة الله تحصين شبابنا منها ، واتفق المتحدثون على سذاجة أساليب المنحرفين في إضلال الشباب ، وأنهم يستغلون الفراغ الفكري والروحي لدى بعض الشباب ، ويتعمدون التركيز على بعض الأحداث والسلبيات للنيل من انتمائهم لوطنهم ، وأن الوقاية من هذه الأخطار ممكنة ويسيرة إذا عرف كل فرد واجبه في توجيه الشباب الوجهة الصحيحة ، وتعريفهم بقيم الإسلام الحنيف ، وملء أوقاتهم بالأنشطة المفيدة . واقترح أحد المشاركين ضرورة أن يستشرف القائمون على التعليم المسائل التي يمكن أن تثير المشكلات قبل حدوثها ، وسرعة طرح الحلول أمام المعلمين والمعلمات ، لمساعدتهم في توجيه الشباب الوجهة الصحيحة . تبعها طرح مميز من إحدى المشاركات بضرورة شغل الشباب بما يفيد ، ليس فقط بالأنشطة الطلابية المعتادة ، ولكن بالاستفادة من طاقاتهم في علاج مشكلات المجتمع ، فيكون وقاية لهم من التطرف الفكري ومن الانحلال الأخلاقي ، وتدريبا لهم على تحمل مسئولياتهم تجاه مجتمعاتهم ، وعلاجا لمشكلات المجتمع في ذات الوقت . وفي ختام المحاضرة الثانية ، كانت مداخلة رائعة نالت استحسان الحضور ، دعا الدكتور صالح الدويلة ، وهو أحد المشاركين ، إلى تكرار مثل تلك الدورات ولكن على ألا تكون عامة في طرحها ، ولكن تتناول نقاطا محددة ، كقضية التكفير مثلا ، وأوضح أن علاج مشاكل تلك الفئة الضالة إلى الآن لم يُتناول بشكل علمي مفصل ، ولكنه كان كلاما عاما يختزل أسباب المشكلة في الكتاب الفلاني والفتوى الفلانية ، في حين أن هناك حاجة ملحة إلى معالجات علمية تبحث في الأسباب الحقيقية وكيفية معالجتها ، وأشار إلى أسلوب رد الشبهات عند الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وصلاحية ذلك المنهج لعلاج المشكلات الحالية عند الشباب . ومن المقرر أن تُستأنف غدا الاثنين في التاسعة والنصف صباحا فعاليات اليوم الثالث والأخير من الدورة ، حيث تقام محاضرتان ، الأولى بعنوان أثر عناصر العملية التعليمية في تحقيق الأمن الفكري ، ويحاضر فيها فضيلة الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز الرباح ، وتبدا في الساعة التاسعة صباحا. والثانية بعنوان : دور المعلم والمعلمة في تحقيق الانتماء للوطن وأثره في تحقيق الأمن الفكري ، ويحاضر فيها فضيلة الدكتور إبراهيم بن مقحم المقحم ، وتبدأ في الساعة الحادية عشرة صباحا ، ومن المقرر أن يقدِّم المحاضرتين فضيلة الأستاذ خالد بن محمد العدوان ، مدير المعهد العلمي بالخرج . وبعد ذلك سوف تُختتم الدورة في احتفال كبير في مقر كلية المجتمع بمحافظة الخرج ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير ناصر بن عبد الرحمن بن عبد العزيز محافظ الخرج .