تدخل أغلب مدارس المملكة اعتبارًا من الغد ما يعرف ب»الأسبوع الميت» وهو الأسبوع الذي يسبق الاختبارات، حيث يغيب الطلاب عن المدارس خاصة الثانوية والمتوسطة بدون عذر ويقضي بعضهم الوقت الذي كان مخصصًا للدراسة في الشوارع والمقاهي فيما تتناثر الاتهامات بين أطراف العملية التعليمية حول المسؤول عن قتل ذلك الأسبوع الدراسي ومروره دون استفادة الطلاب منه بشكل أفضل. طلاب: الحضور غير إلزامي في البداية يبرر الطالب ريان جابر العمري غيابه ذلك الأسبوع بأن الكثير من المناهج تم إنجازها مشيرًا إلى أن الحضور هذه الأيام غير الزامي، وأكد بأن الكثير من المعلمين يأمرونهم بالغياب في هذه الأيام بحجة انتهاء المنهج. وقال الطالب احمد عايض: إن الأسبوع الأخير يستغله بعض الطلاب في المذاكرة قبل الاختبارات لأن هناك ايام اختبارات تكون فيها مادتان في نفس اليوم فهو يرتب جدول مذاكرته من الاسبوع الذي يسبق الاختبارات. وأضاف الطالب زياد السفياني: إن الاجازة في هذا الأسبوع تعيد إلى الطالب نشاطه وتجدد أجواءه النفسية استعدادًا لمرحلة الاختبارات وقال: إنه يستغل هذا الأسبوع للقيام برحلات برية أو ارتياد المقاهي للاستمتاع بالأجواء قبل حلول موعد الاختبارات. المسمى والخطر التربوي وقال حامد الحارثي: إن تسمية (الاسبوع الميت) رسخ في اذهان الطلاب الغياب لأن كل فصل دراسي لابد ان يكون فيه اسبوع ميت او اكثر واضاف : نحن نلقي باللوم على المدارس التي لم تفعل الاسبوع ما قبل الاختبار بالاختبارات او ربط حضور الطالب بدرجات السلوك ومخاطبة اولياء الامور بأهمية هذه الاسابيع والتواصل المستمر مع المدرسة. ويرى فواز العتيبي السبب وراء غياب الطلاب في هذه الأسابيع هو أن ولي الأمر الذي أصبح مقتنعًا بأن هذا الأسبوع ميت وأضاف: إن مثل هذا الغياب يسبب عبئًا كبيرًا على المعلم الذي تحت ضغط مهني منذ بداية العام في توزيع المنهج على أسابيع الدراسة بحيث لا يكون هناك دروس في الأسابيع الأخيرة. وقال إن النظام التعليمي أيضًا كان سببًا رئيسًا لتفشي هذه الظاهرة، حيث يمنع وضع اختبارات في الأسابيع الأخيرة، وقال إن المعلم أيضًا جزء منها لأن أغلب المعلمين ختموا مناهجهم من قبل الاختبارات بأسابيع وهو ما جعل هناك فراغًا واضحًا لدى الطالب. وأوضح عمر السفياني أن التعامل مع هذه الظاهرة يجب أن يكون مع بدء العام الدراسي وليس في آخره حيث يقع على المدرسة مسؤولية كبيرة من خلال التأكد من توزيع المعلمين للمنهج على جميع أسابيع الفصل الدراسي مشيرا الى أن المعلم يسير وفق الخطة الدراسية وعلى المدرسة إظهار جديتها في تطبيق قواعد السلوك والمواظبة بعد إشعار الطلاب وأولياء أمورهم بذلك . وأضاف ان على المعلمين استغلال الفترة التي تسبق الاختبارات بالمراجعة لجميع الطلاب وعدم الإيحاء للطلاب بعدم جدوى الحضور مؤكدا على دور المرشد في توعية الطلاب بأهمية هذه الفترة واستثمارها في مراجعة الدروس إلى جانب دور الأسرة في متابعة انتظام الطالب وكذلك التواصل مع المدرسة. مسؤولية الأسرة وحمل المرشد الطلابي على القرني المنزل دورًا كبيرًا في مسألة الغياب وعدم توعية أبنائهم وعدم متابعة البعض لأبنائهم وقال: قمنا بدورنا الإرشادي من خلال توعية الطلاب بأهمية الحضور وتقديم كل الخطوات التي تساعدهم على ان يكونوا أكثر فاعلية وتعلقا بالعلم وتبقى التوعية الأسرية لأنه للأسف هناك لبعض أولياء الأمور لا يعلم هل ابنه حضر أم غاب. وأضاف: قمنا بعمل إرشاد إلى كيفية المذاكرة وأهمية المتابعة من المعلمين. أما محمد الجعير مدير مدرسة متوسطة فأرجع سبب غياب الطلاب في هذه الأيام إلى خلل مشترك بين المنزل والنظام، حيث يسكت المنزل عن هذا الغياب كما أن النظام التعليمي لم يجعل هناك عقوبة تجعل الطالب يتلزم بالحضور إلى المدرسة. وأضاف: إن الاهتمام يبدأ من الأسرة وأن الأسبوع يمثل مشكلة لمديري المدارس وأن لهذا الغياب تأثيرًا كبيرًا على سلوك الطالب الذي يغيب عن المدرسة والبيت في آن واحد مما يجعل نسب الحوادث وبعض الجرائم تزيد في الأسبوع. وأكد أنه لو لم يتم النظر من المسؤولين في هذه الظاهرة وحلها في أسرع وقت سيتم قتل الأسابيع الأخرى التي أصبحت تحتضر على حد قوله وناشد وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل بالنظر في هذا الموضوع. ويشير رجل الأعمال عبدالرحمن السفياني صاحب شركة مقاولات إلى أن هذه المشكلة أصبحت ثقافة عند الكثير ممن عملوا عنده وأصبحوا يتهربون من العمل في عدد من الأسابيع وأعاد السبب إلى التنشئة من الأساس في المدرسة وفي المنزل التي جعلت الطالب يهمل جانب المواظبة في العمل وأكد على أنه لو تطبق درجات المواظبة ويكون لها مكانة في القبول في أي جهة يتقدم إليها الطالب لأصبح هناك اهتمام واضح لدى الطالب في المواظبة لدى المدرسة والعمل حتى إنها تعود عليه بالفائدة في حياته الخاصة لأن المواظبة والالتزام من الاشياء التي حثنا عليها ديننا الحنيف، وختم بمطالبة وزارة التربية والتعليم بعدم إهمال هذا الجانب المهم لدى الطالب. وأكد أحمد الطلحي وهو ولي أمر بأنه لا يؤيد مثل هذه الغياب لوقوع الضرر على الأبناء في التحصيل الدراسي لأن الطالب في هذا الأسبوع يقضي وقته في اللعب والخروج من أجواء الدراسة، وأوضح بأن البيئة المدرسية تتحمل جزءًا من هذه المشكلة وقال: إن البيئة المدرسية لو كانت صالحة وجاذبة لما أصبح الطالب يتهرب منها، وطالب الوزارة بالنظر في البيئة المدرسية وإصلاحها حتى تكون جاذبة للطالب حتى في أوقات فراغه. التحفيز أولا وبسؤال الدكتور عايض الزهراني الاكاديمي بجامعة الطائف اوضح ان وجود بيئة دراسية محفزة سيحد من الظاهرة التي بدأت بيومين وتطورت الي اسبوعين ولو لم يتم علاجها ستتجاوز هذه المدة واشار الى أن المعلم له دور كبير في حل هذه المسألة لأنه على علاقة مباشرة مع الطالب طيلة فترة دراسته. واوضح ان العلاج يتطلب سن أنظمة صارمة ورادعه عبر مراقبة المعلمين والمدارس والمشرفين، وكذلك نشر الوعي الثقافي في الأوساط الاجتماعية، إلى جانب نشر الأمل والروح المعنوية بين أوساط الطلاب والشباب، إضافة إلى نشر فرص العمل المتوازية ليقبل الجميع على المدرسة. ويشير الدكتور احمد البدر إلى أن ظاهرة غياب الطلاب مؤشر خطير يربك العملية التعليمية ويدل على قصور في توزيع المناهج خلال الأسابيع الدراسية وان المدارس بحاجة الي تفعيل الانشطة الطلابية للحد من مسألة الغياب في الفصل الدراسي كاملًا. وطالب إدارات التربية والتعليم بجميع مناطق المملكة بضرورة وضع حوافز للحضور الطلابي في هذه الأيام أو إعادة النظر في جدولة أيام الدراسة مع تحفيز المعلمين وتوفير الأجواء المناسبة لهم طيلة أيام الفصل الدراسي. غياب اكبر فى الثانوي والمتوسط ومن جهته أكد عبدالله الزهراني المتحدث الرسمي باسم تعليم الطائف على أن حالات الغياب في هذا الأسبوع تكاد تكون معدومة في المرحلة الابتدائية وقليلة أو غير واضحة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وأضاف: إن هناك حضورًا من جميع الطلاب وأن المشرفين يتابعون هذه الأيام مسألة الغياب في كل المدارس. «المدينة» اتصلت بمدير ادارة مرور الطائف العميد حسن زويد القثامي الذي قال: إن لدى ادارته خطط مستمرة لتعزيز وضبط الحركة المرورية خلال هذه الايام ومتابعة قائدي المركبات خاصة من صغار السن مشيرًا الى ان هذه الخطة لتعزيز وتكثيف الجهود المبذولة في الميدان وبين ان خطة المتابعة مستمرة ومكثفة بشكل أكثر في أسابيع الاختبارات لما تشكله هذه الفترة من ازدحام وتواجد للكثير من الطلاب في الفترة الصباحية أثناء انصراف المدارس. المصدر : http://news-ksa.com/stats/url.html?d...fd5359d5f692ca